للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[الحكمة من البيع]]

ثم محاسن البيوع كثيرة؛ إذ هي سبب بقاء المحتاجين بأحسن وجوه المعاملة؛ إذ كل من الرجال والنساء محتاج إلى الأخذ والإعطاء (١)، ولا يتيسر الإعطاء بلا (٢) عوض إلا لمن هو الغني مطلقاً، {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} (٣)، وفي عقد المعاوضة (٤) صيانة عن تحمل أعباء منَّة (٥) الغير (٦)؛ إذ في الإعطاء بلا عوض إدخال حرِّ (٧) مثله تحت رق (٨) إحسانه.

كما قيل (٩): الإنسان عبيد الإحسان (١٠).


(١) "بلا شك" زيادة في (ج).
(٢) "إلا" في (ب).
(٣) جزء من قوله تعالى: " {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: ٣٨].
(٤) المعاوضة: لغة: العوض، أو البدل الذي يبذل في مقابلة غيره. تقول: «عاضنى الله من كذا، وأعاضنى منه عوضاً وعوضاً وعياضاً وعوضني»، والاسم: العوض والمعوضة. واعتاض منه وتعوض منه: أخذ العوض. واستعاضه: سأله العوض، فعاضه: أي: أعطاه إياه. واعتاضه: جاءه طالباً العوض.
واصطلاحاً: عند جمهور الفقهاء: المبادلة بين عوضين.
المصباح المنير (٢/ ٤٣٨)، القاموس المحيط (ص: ٦٤٨)، الاختيار لتعليل المختار (٢/ ٣).
(٥) "أغنيائه" في (ج).
(٦) "الغرار" في (ب).
(٧) "حير" في (ب).
(٨) الرقّ: لغة: مصدر: رق العبد يرق، ضد عتق- بكسر الراء-: العبودية، يقال: «استرق فلان مملوكه»، وأرقه: نقيض أعتقه، والرقيق: المملوك، ذكراً كان أو أنثى، ويقال للأنثى أيضاً: «رقيقة»، والجمع: رقيق، وأرقاء، وإنما سمى العبيد: رقيقاً؛ لأنهم يرقون لمالكهم، ويذلون، ويخضعون.
عرف الفقهاء: عبارة عن عجز حكمي، شرع في الأصل جزاءً عن الكفر؛ أما إنه عجز؛ فلأنه لا يملك ما يملكه الحر من الشهادة والقضاء وغيرهما، وأما إنه حكمي؛ فلأن العبد قد يكون أقوى في الأعمال من الحر حسًّا.
المفردات (ص: ٣٦١)، التقرير والتحبير (٢/ ١٨٠)، المغرب (ص: ١٩٥)، المصباح المنير (١/ ٢٣٥)، التعريفات (ص: ١١١)، الموسوعة الفقهية الكويتية (٧/ ١٦٣).
(٩) "فعل" في (ج).
(١٠) ينظر: مفيد العلوم ومبيد الهموم (ص: ٥١٤).