للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العتريف (١)، وتارة ينعكس الأمر وتنقلب الجدد وحيث يضطر هذا الدِفناس (٢) مع صِيرته (٣) وضيقته (٤) إلى فضل ذلك الهرماس (٥) ونيقته وبإعانة كل واحد منهما للآخر بما ناله يستتب أمر أمر كل منهما فيما له، وبهما ينتظم أمر الدنيا والدين وبه حكم أحكم الحاكمين، وإليه وقعت الإشارة في قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (٢٥١)} [البقرة من:٢٥٤]. فيحتاج ها هنا إلى بيان المضاربة (٦) لغة وشرعًا وكنها وشروطها (٧) المصححة والشروط الفاسدة فيها وحكمها.

[تعريف المضاربة وبيان ركنها]

أما تفسيرها لغة: فما هو المذكور في الكتاب حيث سُمِّي هذا العقد بها، لأن المضارب لأن المضاربة يسير في الأرض غالبًا طلبًا للربح. وأهل المدينة يسمون هذا العقد مقارضة وذلك يروى عن عثمان - رضي الله عنه - فإنه دفع مالًا إلى رجل مقارضة وهي مشتقة من القرض وهو القطع فصاحب (٨) المال قطع ذلك القدر من المال عن تصرفه وجعل التصرف فيه إلى العامل بهذا العقد إلا أنا اخترنا اللفظ الأول لأنه موافق لكتاب الله تعالى قال الله تعالى: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ (٢٠)} [المزَّمل من: ٢٠] يعني: السفر للتجارة وأما تفسيرها شرعًا: فهي عبارة عن دفع المال إلى غيره ليتصرف فيه ويكون الربح بينهما على ما


(١) ما بين السطرين في (ب) تحت كلمة العقنجح العتريف: أحمق خبيث.
(٢) في هامش (أ) و (ب): الدفناس: الأحمق.
(٣) في هامش (ب): الصيرة: حظيرة الغنم.
(٤) في (ب): رفيقته.
(٥) في هامش (أ) و (ب): هرماس: الأسد.
(٦) في (ب): المضارة.
(٧) في (ب): وشروطها وركنها، بدل، وكنها وشروطها.
(٨) في (أ): وصاحب.