للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما روي عن عمر -رضي الله عنه- أنّه استقبل جيشاً من الغزاة رجعوا بغنائم ولبسوا الحرير فلمّا وقع بصره عليهم أعرض؛ فقالوا: لِمَ أعرضت عنّا؟ قال: لأني أرى عليكم ثياب أهل النّار (١) (٢).

[الْمُراد بالمِرْفَقَة]

المِرْفَقَة: بكسر الميم وسادة الاتكاء (٣).

[استعمال اليسير من الحرير كالْعَلَم في عرض الثوب]

(ولأنّ القليل من الملبوس مباح كالأعلام (٤)، وكذا القليل من اللبس والاستعمال) (٥)، فكان هذا نظير النجاسة؛ فإن قليلَها عفوٌ في زمانٍ كثيرٍ فيكون كثيرُها عفوًا في زمانٍ قليلٍ (٦).

[الْمُراد بالنَّمُوذَج]

النَّمُوذَج: بِالفَتْحِ، والأُنْمُوذَج: بِالضَمِّ؛ تَعْرِيبُ نَمُوذَهْ (٧) (٨).

[الحِكْمَة من إباحة اليسير من الحرير في الملبوس]

وهو أن يَعْلَم بهذا المقدار لذة ما وعد له في الآخرة منه ويرغب في تحصيل سبب يوصله إليه (٩).

(لا فصل [فيما] (١٠) روينا) (١١) وهو قوله -عليه السلام-: «هذان محرمان على ذكور أمتي» (١٢).


(١) بحثت عن هذا الأثر ولم أجده.
(٢) يُنْظَر: المحيط البرهاني في الفقه النعماني (٨/ ٣٩)، العناية شرح الهداية (١٠/ ١٩)، فتح القدير للكمال ابن الهمام (١٠/ ١٩).
(٣) يُنْظَر: الْمُغْرِب في ترتيب الْمُعْرَب (ص ٢١٤).
(٤) الأعلام: جَمْعُ عَلَم، والعَلَمُ: رَسْمُ الثوبِ، وعَلَمهُ رَقْمُه في أَطرافهِ، وَقَدْ أَعْلَمَه: جَعَل فيهِ عَلامةً وجَعَل لَهُ عَلَماً، وأَعْلَمْتُ الثوبَ: جَعَلْتُ له عَلَمًا مِنْ طِرَازٍ وَغيْرهِ، وهيَ الْعَلَامَةُ. يُنْظَر: المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (٢/ ٨٣)، لسان العرب (١٢/ ٤٢٠).
(٥) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٤٨٢).
(٦) يُنْظَر: تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (٦/ ١٥)، مجمع الأنهر شرح ملتقى الأبحر (٢/ ٥٣٤).
(٧) يُنْظَر: الْمُغْرِب في ترتيب الْمُعْرَب (ص ٥٠٨).
(٨) النَمُوذَجٌ والْأُنْمُوذَجُ: ما يدُلُّ علَى صفَةِ الشَّيءِ، قالَ الصَّغَانِيّ: النَّمُوذَجُ: مِثَالُ الشَّيءِ الذِي يُعْمَلُ عَلَيهِ. يُنْظَر: المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (٢/ ٦٢٥).
(٩) يُنْظَر: البناية شرح الهداية (١٢/ ١٠١).
(١٠) في (ب): (لِما).
(١١) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٤٨٣).
(١٢) سبق تخريجه (ص ١٦٨).