للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيعا [على] (١) ما كان عليه بعض السلف -رحمهم الله- لأنهما [تلفظا تلفظ] (٢) البيع من غير ذكر شرط فيه والعبرة للملفوظ دون المقصود (٣).

[[أثر الإكراه في الضمان]]

فإن من تزوج امرأة ومن نيته (٤) أن يطلقها بعد ما جامعها صح العقد يعني لم يكن متعة (٥) (٦). هذا كله من فصول الإمام الاسنروشني (٧) -رحمه الله- مقيدا لبعض الأحكام وهو الانتفاع دون البيع من غيره (وكذا إذا أسلم طائعا (فإن كان قبض الثمن طوعا فقد أجاز البيع لأنه دليل الإجازة كما في البيع الموقوف، وكذا إذا سلم طائعا بأن كان الإكراه على البيع لا على الدفع، لأنه دليل الإجازة، بخلاف ما إذا أكره على الهبة ولم يذكر الدفع فوهب ودفع حيث يكون باطلا لأن مقصود المكره الاستحقاق لا مجرد اللفظ، وذلك في الهبة بالدفع، وفي البيع بالعقد على ما هو الأصل فدخل الدفع في الإكراه على الهبة دون البيع.

انظر: الهداية في شرح بداية المبتدي (٣/ ٢٧٣).» أي كان ذلك منه إجازة


(١) ساقطة من (ب).
(٢) في (ب) بلفظ.
(٣) انظر: معين الحكام فيما يتردد بين الخصمين من الأحكام للطرابلسي الحنفي (١/ ١٤٧).
(٤) النية لغة: مصدر نوى، والاسم النية، بتشديد الياء عند أكثر اللغويين، والتخفيف فيها لغة محكية. وتأتي النية لمعان، منها: القصد، فيقال: نوى الشيء ينويه نية: قصده، كانتواه وتنواه، ومنها: الحفظ، فيقال: نوى الله فلانا: حفظه.
انظر: مختار الصحاح للرازي (١/ ٣٢٢)، المصباح المنير للفيومي (٢/ ٦٣١).
اصطلاحا: قصد الطاعة والتقرب إلى الله تعالى في إيجاب الفعل.
انظر: تكملة رد المحتار لابن عابدين (١/ ٧٢).
(٥) المتعة: أن يقول الرجل لامرأته: أتمتع بك كذا من المدة بكذا من البدل، وقيل: نكاح المتعة نوعان: أحدهما: أن يكون بلفظ التمتع، والثاني: أن يكون بلفظ النكاح والتزويج وما يقوم مقامهما.
انظر: المبسوط للسرخسي (٥/ ١٥٢)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (٢/ ٢٧٢).
(٦) قال النسفي: اتفق مشايخ زماننا على صحته بيعا على ما كان عليه بعض السلف؛ لأنهما تلفظا بلفظ البيع بلا ذكر شرط فيه، والعبرة للملفوظ أيضا دون المقصود، فإن من تزوج امرأة ومن نيته أن يطلقها بعد ما جامعها صح العقد.
انظر: معين الحكام فيما يتردد بين الخصمين من الأحكام للطرابلسي الحنفي (١/ ١٤٧).
(٧) محمد بن عمرو أبو جعفر الأستروشني أحد قضاة بخارى وسمرقند روى عن لقمان الإستروشني وهو عمه وأبي الحسين محمد بن المظفر الحافظ البغدادي روى عنه أبو ذر محمد بن جعفر بن محمد المستغفري وكان إماما فاضلا عالما ومات على القضاء بسمرقند سنة أربع وأربع مائة رحمه الله تعالى.
انظر: الجواهر المضية في طبقات الحنفية للقرشي (٢/ ١٠٥).