للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} (١)، أودع إقرارهم الحجر فمن استلم (٢) الحجر فهو يجدد العهد بذلك الإقرار، والحجر يشهد له يوم القيامة» (٣)، وفي رواية (٤): «مناسك البزدوي» (٥).

فقررهم أنه الرب، وهم العبيد، ثُمَّ كتب ميثاقهم في رق، فقال له: افتح فاك (٦) فَأَلْقَمَهُ ذلك الرق، فقال: تشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة.

واستلام الحجر للطوف بمنزلة التكبير للصلاة ليبدأ به طوافه.

(والتحَرُزُ عَنْ أذَى المسلمِ/ واجبٌ)

[استلام الحجر باليد وبالإشارة له]

فلا ينبغي له أن يؤذي مسلمًا لإقامة السُّنة، ولكن إن استطاع تقبيله فعل، وإلا مس الحجر بيده وقبّل يده، وإن لم يستطع ذلك أمسَّ الحجر شيئًا في يده من عُرجون أو غيره، ثُمَّ قبّل ذلك الشيء، وإن لم يستطع شيئاً من ذلك استقبله، وكبّر، وهلّل، ويجعل باطن كفيه إلى الحجر، فلا يجعل باطن كفيه إلى السماء كما يُفعل في سائر الأدعية؛ لأن في حقيقة الاستلام باطن كفيه إلى الحجر، فكذا في البدل كذا وجدت بخط شيخي -رحمه الله- وهذا استقبال مستحب غير واجب؛ لأن استقبال الحجر عند الطواف لو كان واجبًا كان في جميع الطواف كاستقبال القبلة في الصلاة، ولكنه مستحب لحديث ابن عباس - رضي الله عنه - قال: «إنْ الحجرَ يبعثُ يومَ القيامةِ له عينانِ يبصرُ بِهما، ولسانٌ ينطقُ به يشهدُ بالحقِ لمن اسْتَلمَهُ واسْتَقَبَلَهُ» (٧).


(١) الأعراف من الآية (١٧٢).
(٢) في (ب، ج): يستلم.
(٣) أخرجه الطبراني وابن خزيمة في صحيحه برقم ١٥٦٣ (٢/ ٢٣١). بنص: " يأتي هذا الحجر يوم القيامة له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، ويشهد لمن استلمه بحق "
(٤) انظر: تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (٢/ ١٦).
(٥) مخطوط للإمام فخر الإسلام أبي الحسن علي بن محمد الشهير بأبي العُسر البزدوي الحنفي، الإمام الكبير، ت عام (٤٨٢ هـ)
انظر: كشف الظنون (١/ ٥٦٣).
(٦) فاك: أي فمك، وهو من الأسماء الستة في اللغة العربية والنحو العربي (أبوك - أخوك - حموك - فوك - هنوك - ذو بمعنى صاحب).
(٧) أخرجه أحمد في "المسند" (٤/ ٩١) برقم: [٢٢١٥]، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" باب: [] (٩/ ٢٥) برقم: [٣٧١١]، وأخرجه الطبراني ي "المعجم الأوسط" (٣/ ٢٢٠) برقم: [٢٩٧١]، وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٢/ ٦٣) برقم: [١٢٤٧٩]، أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" باب: [ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْحَجَرَ إِنَّمَا سَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ الْمُشْرِكِينَ دُونَ خَطَايَا الْمُسْلِمِينَ] (٤/ ٢٢٠) برقم: [٢٧٣٤]، وصححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير وزيادته" (١/ ٤٣٦) برقم: [٢١٨٢].