للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(كَمَا فِي كَسْرِ العَظْمِ (١) فإن من كسر عظم إنسان سوى السِّن عمدًا، فإنه لا يقتص أصلاً، فإذا جاز ترك القصاص أصلاً لوهم الزيادة (٢) فلأن يسقط البعض منه أولى كذا في المبسوطين والأسرار (٣).

(لأَنَّهُ اشْتَبَهَ سَبَبُ الاسْتِيفَاءِ، فَإِنَّهُ الوَلَاءُ (٤) أي: فإن سبب استيفاء القصاص الولاء (وَالمِلْكُ (٥) أي: وسبب استيفاء القصاص ملك الرقبة إن كان عبدًا، وسبب الاستيفاء مختلف وإن كان المستوفى متّحدًا فَنُزِّل منزلةَ [اختلاف] (٦) المستوفى فلا يجب القصاص.

[[المحاجات النحوية]]

وحكم هذه المسألة في اختلافه تقديراً مع اتحاد الصورة كان نظير مسألة المحاجات (٧) النحوية في صناعة [في] (٨) النحو في مسألة المستفهم عن المرفوع (٩) وهو [في] (١٠) قول من يقول لمن قال: جاءني زيد مَن زيدٌ فإن لقولك: زيد في من زيد بعد قول القائل: جاءني زيد رفع لفظي ورفع محلي فإن الرفع اللفظي هو (١١) حكاية لفظ الناطق بالرفع والمحلي هو ارتفاعه بالابتداء وهذا وإن لم يظهر في المرفوع لفظاً يظهر في المنصوب والمجرور في قول أهل الحجاز (١٢) [لمن يقول:] (١٣) رأيت زيدًا من زيدًا ولمن يقول: مررت بزيدٍ من زيدٍ فهما مرفوعان محلاً على الابتداء وإن كان اللفظ منصوباً ومجروراً على الحكاية ولما ظهر حكم اللفظ وحكم المحل في المنصوب والمجرور من حيث اللفظ أظهرناهما أيضاً في المرفوع تقديراً فكان المستفهم حاكياً لمرفوعه بالفاعلية وهو مرفوع المحل بالابتداء (١٤).


(١) الهداية شرح البداية (٤/ ١٦١).
(٢) وفي (ب) (القصاص).
(٣) يُنْظَر: المبسوط؛ للشيباني (٤/ ٤٩٨)، المبسوط؛ للسرخسي (٢٦/ ١٣٥)، العناية شرح الهداية (١٥/ ١٤٤/ ١٤٥)، البناية شرح الهداية (١٣/ ٨٨).
(٤) الهداية شرح البداية (٤/ ١٦١).
(٥) الهداية شرح البداية (٤/ ١٦١).
(٦) زيادة في (ب).
(٧) وفي (ب) (المحاجاة).
(٨) زيادة في (ب).
(٩) وفي (ب) (الوقوع).
(١٠) زيادة في (ب).
(١١) وفي (ب) (هي).
(١٢) الحجاز: ما يفصل بين نجد وتهامة وسميت بالحجاز؛ لأنها حجزت بين نجد والغور، وقال ابن الكلبي: سمي حجازا لما احتجز به من الجبال، وقال الشافعي: هو مكة والمدينة ويمامة ومخاليفها، أي: قراها: كخيبر للمدينة، والطائف لمكة شرفها الله تعالى.
يُنْظَر: تهذيب اللغة (٤/ ٧٦)، المحكم والمحيط الأعظم (٣/ ٦٠)، معجم ما استعجم (٣/ ٨٠٥)، معجم البلدان (٢/ ٦٣)، تهذيب الأسماء (٣/ ٧٦).
(١٣) سقط في (ب).
(١٤) يُنْظَر: شرح ابن عقيل (٤/ ٨٩، ٩٠).