للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - وذكره الكمال ابن الهمام صاحب فتح القدير (ت ٨٦١ هـ) بمثل ما ذكره البابرتي رحمهما الله (١).

٦ - وقال الكفوي في وصفه: (وكان فارسا في البحث، عديم النظير، مفرط الذكاء، إذا حضر في مجلس كان هو المشار إليه، والفتاوى تحمل من أقطار الأرض إلى ما بين يديه، وكان الطلبة ترحل إليه من البلاد للتفقه عليه، له في العلوم آثار ليس لغيره) (٢).

٧ - ووصفه العلامة خير الدين الزركلي قائلا: (علي بن أبي بكر بن عبدالجليل الفرغاني، المرغيناني، من أكابر فقهاء الحنفية، نسبته إلى مرغينان من نواحي فرغانة، كان حافظا، مفسرا، محققا، أديبا) (٣).

المطلب الرابع

مذهبه وعقيدته

أولًا: مذهبه:

الإمام المرغيناني من أئمة المذهب الحنفي، فهو الفقيه الحنفي صاحب البداية والهداية، ذو فضل وسعة علم وفقه، وقد كان مطلع على أنواع شتى من الفنون، وصنف ودرس، وأفتى وعلم، وحاجج وناظر، ومصنفاته تدل على سعة علمه وما يملكه من أفق واسع في شتى العلوم.

ثانيًا: عقيدته:

من خلال مطالعتي لعدد من المصادر التي ترجمت للمرغيناني؛ لم ألاحظ أنها اهتمت بإبراز جانب الاعتقاد في حياته، أو توضيح معتقده، كما أن المرغيناني لم يتعرض فيما وقع في يدي من كتبه إلى مسألة عقدية يمكن من خلالها معرفة تفاصيل معتقده، غير أن من ترجم له كانوا يثنون عليه، ويصفونه بأنه إمام عصره، وعالم بالمنقول والمعقول، وله باع في الكتابة والتصنيف، ولكن من خلال الاطلاع والبحث لاحظت أموراً قد يستدل بها على عقيدته منها:

١ - قوله رحمه الله: (في حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه حين ابتلى به وقد قال له النبي عليه الصلاة والسلام: "كيف وجدت قلبك" قال: مطمئناً بالإيمان فقال عليه الصلاة والسلام: "فإن عادوا فعد" وفيه نزل قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} (٤) الآية، ولأن بهذا الإظهار لا يفوت الإيمان حقيقة لقيام التصديق وفي الامتناع فوت النفس حقيقة فيسعه الميل إليه … ) (٥).

ومن المعلوم أن جمهور الماتريدية يقولون إن الايمان هو التصديق (٦) خلافًا لمذهب أهل السنة والجماعة والذين يقولون إن الإيمان قول وعمل كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فمن قال إن الإيمان قول وعمل فمراده قول اللسان والقلب وعمل القلب والجوارح) (٧).


(١) انظر: فتح القدير (١/ ٦).
(٢) انظر: أعلام الأخيار (ص ٢٠١).
(٣) انظر: معجم المؤلفين (٧/ ٤٥).
(٤) سورة النحل من الآية (١٠٦).
(٥) انظر: الهداية (٣/ ٢٧٧).
(٦) انظر: شرح العقائد النسفية ص (١٢٠)، شرح المقاصد في علم الكلام (٥/ ١٧٦).
(٧) انظر: كتاب الإيمان (ص ١٦٢ - ١٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>