للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن كان ذلك قبل القبض فكذلك في ظاهر الرواية لا يرد بشهادة النساء ولا بشهادة الأمة هنا، وعند أبي يوسف أنها ترد قبل القبض بشهادة النساء؛ لأن العقد لم يتأكد قبل القبض، فجاز أن يفسخ بشهادة النساء، فعلى قياس تلك الرواية جاز أن يفسخ بقول «الأمة عند من يجعل قولها حجة، وذكر في فتاوى قاضي خان (١) رجل اشترى جارية فقبضها فلم تحض عند المشتري [شهراً وأربعين، قال القاضي الإمام - رحمه الله - ارتفاع الحيض عيب وأدناه شهر واحد إذا ارتفع هذا القدر] (٢) عند المشتري كان له أن يرد إذا ثبت أنه كان عند البائع.

[[اطلاع المشتري على عيب عند البائع]]

(وإذا حدث عند المشتري عيب) إلى قوله: (ولا يرد المبيع) (٣)

"وقال ابن أبي ليلى: "ردَّ المبيع وردَّ معه نقصان العيب الحادث عنده" (٤)؛ لأن رد البدل عند تعذر رد العين، ولكنا نقول: حق الرد للمشتري إنما يثبت كي يدفع به الضرر عن نفسه، وإنما يدفع الضرر عن نفسه بطريق لا يلحق الضرر فيه بالبائع، وبعد ما تعيب عنده لو رده كان في ذلك إلحاق الضرر بالبائع" كذا في المبسوط (٥). فقال - رحمه الله -:

(عنه) (٦)

أي: عن البائع.

(فتعين الرجوع (٧)

ولا يقال بأن الأوصاف لا حصة لها من الثمن حالة الوجود، ألا ترى أنها لو سقطت بآفة (٨) لم يسقط شيء من الثمن، فكيف نجعل لها حصة؟، لا معنى لهذا؛ لأنا أثبتنا لهذه الأوصاف حصة بالإخراج من الاستحقاق لضرورة خبر (٩) حقه، فصارت أصولاً في حق الإخراج؛ وجائز أن يصير الوصف أصلاً بفعل يحله، كما لو صارت الأوصاف مقصودة بالإتلاف؛ صارت لها حصة، وسقطت حصتها من الثمن فكذا هذا، وكذا في الإيضاح» (١٠).


(١) البحر الرائق شرح كنْز الدقائق (٦/ ٤٧).
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من (ج).
(٣) هذا قوله في الهداية: (وإذا حدث عند المشتري عيباً، فاطلع على عيب، كان عند البائع: فله أن يرجع بالنقصان ولا يرد المبيع). الهداية (٣/ ٩٦٣).
(٤) اختلاف أبي حنيفة وابن أبي ليلى (ص ١٣).
(٥) المبسوط (١٣/ ٩٧).
(٦) قال في الهداية: "لأن في الرد إضراراً بالبائع؛ لأنه خرج عن ملكه سالِماً، ويعود معيباً فامتنع، ولا بد من دفع الضرر عنه، فتعين الرجوع بالنقصان، إلا أن يرضى البائع أن يأخذه بعيبه؛ لأنه رضي بالضرر". الهداية في شرح بداية المبتدي (٣/ ٩٦٣).
(٧) "بالنقصان" في (ب) و (ج) وهي في هامش (أ).
(٨) "سماوية" زيادة في (ب).
(٩) "جبر" في (ب).
(١٠) ما بين القوسين المتتاليين وجدت هذا السقط في (ب) ليس مرتباً حسب ترتيب الأولواح المرقمة، والذي يظهر لي أن هناك خلطاً في الألواح وترقيمها، فأنا في اللوح ٤٨، وهذا المتن بداية اللوح رقم ٤٥/ ب وحتى السطر ١٤ من اللوح نفسه.