للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كِتَابُ الحَجِّ

قَفّى الصوم بالحجِّ؛ لأن كلا منهما عبادة هجران عن المألوف، في الصوم هجران عن المألوف النفساني الداخلي (١)، ونفسه شيء داخلي ومركب فيه. الحجّ هجران عن الأهل والوطن، وهما شيئان خارجان، فكان [أن يُقدّم] (٢) ما هو أكثر لصوقًا به أَولى، وإليه وقعت الإشارة في قوله تعالى {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (٣)، أو لأن النفس عدولله تعالى، فكان في الصوم طاعة الله تعالى وقهر عدوّه، وفي الحجّ طاعة مجرّدة، فكان تقديم الشيء الذي هو مشتمل على خصلتين محمودتين أولى من تقديم شيء هو مشتمل على (٤) خصلة فذّة. (٥)


(١) ساقطة من (ب، ج).
(٢) أثبته من: (ج).
(٣) سورة الشعراء الآية (٢١٤).
(٤) في (ج): إلي.
(٥) خصلة فذة: ويقصد بها خصلة واحدة.
انظر: مختار الصحاح، مادة خصل، (ص/ ٦٥).