للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مَعْنَى التَّثْوِيبِ]

قَوْلُهُ -رحمه الله-: (مَعْنَاهُ الْعَوْدُ إِلَى الْإِعْلَامِ)

أَيْ: مَعْنَى التَّثْوِيبِ فَجَعَلَ الْمُطَرزِيُّ (١) (٢) أَصْلَ التَّثْوِيبِ، مِنَ الثَّوْبِ الَّذِي يَلْبَسُهُ (٣) النَّاسُ فَقَالَ: لِأَنَّ الرَّجُلَ، إِذَا جَاءَ مُسْتَصْرِخًا إِلَى آخَرَ (٤) أَيْ مُسْتَغِيثًا (٥) لَمَعَ بِثَوْبِهِ، أَيْ حَرَّكَهُ؛ رَافِعًا بِهِ يَدَهُ (٦) لِيَرَاهُ الْمُسْتَغَاثُ؛ فَيَكُونُ ذَلِكَ دُعَاءً لَهُ، وَإِنْذَارًا؛ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى سُمِّيَ الدُّعَاءُ تَثْوِيبًا، فَقِيلَ ثَوَّبَ الدَّاعِي، وَقِيلَ هُوَ تَرْدِيدُ الدُّعَاءِ، تَفْعِيلٌ (٧) مِنْ ثَابَ يَثُوبُ؛ إِذَا رَجَعَ.

وَفِي"الْمَبْسُوطِ " (٨) أَمَّا مَعْنَى التَّثْوِيبِ (٩) لُغَةً، فَالرُّجُوعُ، وَمِنْهُ سُمِّيَ الثَّوَابُ (١٠) لِأَنَّ مَنْفَعَةَ عَمَلِهِ تَعُودُ إِلَيْهِ، وَيُقَالُ ثَابَ إِلَى الْمَرِيضِ نَفْسُهُ، إِذَا بَرَأَ؛ فَهُوَ عَوْدٌ إِلَى الْإِعْلَامِ الْأَوَّلِ؛ وهُوَ عَلَى حَسَبِ/ مَا تَعَارَفُوهُ، وَالتَّثْوِيبُ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ، عَلَى مَا يَتَعَارَفُونَهُ، إِمَّا بِالتَّنَحْنُحِ، أَوْ بِقَوْلِهِ: الصَّلَاة، الصَّلَاة، أَوْ بِقَوْلِهِ: قَامَتْ، قَامَتْ، لِأَنَّهُ لِلْمُبَالَغَةِ فِي الْإِعْلَامِ، وَإِنَّمَا يَحْصُلُ ذَلِكَ بِمَا يَتَعَارَفُونَهُ. كَذَا فِي " الْمَبْسُوطِ " (١١).


(١) المطرزي: هو ناصر بن عبد السيد بن علي، أبو الفتح الخوارزمي الحنفي المطرزي النحوي الأديب، ولد بخوارزم سنة ٥٣٨ هـ. وكان من رؤوس المعتزلة، وله معرفة تامة بالعربية، واللغة، والشعر. له تصانيف في الأدب، وشعر كثير. وكان حنفي المذهب. له كتاب " شرح المقامات "، وكتاب " المغرب " و" الإقناع في اللغة " توفي في الحادي والعشرين من جمادى الأولى بخوارزم. انظر: "تاريخ الإسلام للذهبي " (١٣/ ٢٥٤)، و"سير أعلام النبلاء للذهبي" (٢٢/ ٢٨).
(٢) " المغرب في ترتيب المعرب" للمطرزي (١/ ١٢٧).
(٣) في (ب): (يكتسي).
(٤) (إلى آخر): ساقطة من (ب) ..
(٥) في (ب): (مستعينا).
(٦) في (ب): (زنده).
(٧) في (ب): (بفعيل).
(٨) "المبسوط"للسرخسي (١/ ١٣٠).
(٩) في (ب): (التثوب).
(١٠) في (ب): (وحقه يسمى الثواب).
(١١) "المبسوط"للسرخسي (١/ ١٣٠).