للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلا (١) يصح العقد إلا بطريق السلم" (٢) كذا في الذخيرة والمحيط.

وصورة الأثمان المطلقة قيل: بيان القدر والصفة. أما إذا قال: اشتريت/ هذا الشيء بالذهب، ولم يبين قدره، ولا صفته، وكذا لو قال: بالدراهم، وبيان القدر أن يقول: عشرة أوخمسة، وبيان الصفة أن يقول: بخاري (٣) أو سمرقندي (٤).

(وكل جهالة هذه صفتها) (٥)

وهي كونها مفضية إلى المنازعة، وهذا احتراز عن جهالة لا تفضي إلى المنازعة، فإنها لا تمنع الجواز على ما ذكر قبيل ذلك في قوله: والأعواض المشار إليها لا يحتاج إلى معرفة قدرها (٦) … إلى آخره.

وكذا لو باع عبداً من عبدين على أن المشتري بالخيار، وكذا لو باع قفيزاً (٧) (٨) من صبرة (٩) طعام مشار إليها.


(١) "قال" في (ب).
(٢) المحيط البرهاني في الفقه النعماني (٦/ ٢٧٤ - ٢٧٥).
(٣) بخارى مدينة كبيرة عامرة من بلاد ما وراء النهر، ومقر ملك الشرق، وهي مكان رطب ذات فواكه كثيرة ومياه جارية، أهلها رماة وغزاة، ترتفع منها البسط والمصلّيات وثياب من الصوف تستحسن، والشورة التي تحمل إلى الآفاق، ومساحة بخارى اثنا عشر فرسخاً في اثني عشر فرسخاً، يحيط بها بأسرها سور، وبها قلعة ورباطات، وفي داخل هذا السور قرى. حدود العالم من المشرق الى المغرب (ص: ١٢٦)، الروض المعطار في خبر الأقطار (ص: ٨٢).
(٤) سمرقند من أجلِّ البلدان، وأعظمها قدراً، وأشدها امتناعاً، وأكثرها رجالاً، وأشدها بطلاً، وأصبرها محارباً، وهي نحر الترك، انغلقت سمرقند بعد أن افتتحت عدة مراراً؛ لمنعتها، وشجاعة رجالها، وشدة أبطالها، افتتحها قتيبة ابن مسلم الباهلي في أيام الوليد بن عبد الملك، وصالح دهاقينها وملوكها، وكان عليها سور عظيم فانهدم فبناه الرشيد أمير المؤمنين. البلدان لليعقوبي (ص: ١٢٤).
(٥) قال في الهداية: "لأن التسليم والتسلم واجب بالعقد، وهذه الجهالة مفضية إلى المنازعة، فيمتنع التسليم والتسلم، وكل جهالة هذه صفتها تمنع الجواز، هذا هو الأصل". الهداية في شرح بداية المبتدي (٣/ ٩٤٠).
(٦) "مقدارها"في (ب).
(٧) القفيز: مكيال، والجمع أقفزة وقفزان، وهومكيال مقداره ثمانية مكاكيك، ويعادل تقديره بالمصرى ستة عشر كيلو جراماً. الصحاح (٣/ ٨٩٢)، تهذيب اللغة (٨/ ٣٣٠)، معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية (٣/ ١٠٩).
(٨) "واحد" في (ب) وهي في هامش (أ).
(٩) الصُّبْرَةُ: واحدة صُبَرِ الطعام، والصبرة: الطعام المجتمع كالكومة. النهاية (٣/ ٩)، الصحاح (٢/ ٧٠٧).