للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وَالثَّالِثُ: أَنَّ آخِرَ الْأَذَانِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَعَلَى قَوْلِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ (١)، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ (٢)؛ فَاعْتَبَرُوا آخِرَهُ بِأَوَّلِهِ، وَالاعْتِمَادُ فِي مِثْلِهِ عَلَى الْمَشْهُورِ (٣)؛ وَهُوَ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، وَعَلَى مَا تَوَارَثَهُ النَّاسُ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا.) (٤)

قَوْلُهُ -رحمه الله-: (لِأَنَّ بِلَالًا -رضي الله عنه- قَالَ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ حِينَ وَجَدَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- رَاقِدًا).

رُوِيَ أَنَّ بِلَالًا -رضي الله عنه- أَذَّنَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى بَابِ حُجْرَةِ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- فَقَالَ: الصَّلَاةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ -رضي الله عنها-: الرَّسُولُ نَائِمٌ، فَقَالَ بِلَالٌ -رضي الله عنه-: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، فَلَمَّا انْتَبَهَ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ -رضي الله عنها- بِذَلِكَ فَاسْتَحْسَنَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ لَهُ: «اجْعَلْهُ فِي أَذَانِكَ» (٥)، كَذَا فِي "الْمَبْسُوطَيْنِ" (٦).


(١) وجدت بعض علماء الأحناف ينسبونه للإمام مالك -رحمه الله-، ولأهل المدينة. ينظر: "المبسوط" للسرخسي (١/ ١٢٩)، و"تحفة الفقهاء" للسمرقندي " (١/ ١١٠)، و"المحيط البرهاني لإبن مازة " (١/ ٣٤١).
(٢) ذكر أهل العلم في قوله (الله أكبر) ثلاثة أقوال:
الأول: معناه الله كبير، وهو ضعيف. والثاني: معناه الله أكبر من كل شيء، أي أعظم. والثالث: معناه الله أكبر من أن يشرك به أو يذكر بغير المدح والثناء الحسن. قال في "المغرب" (٢/ ٢٠٤): وتفسيرهم إياه بالكبير ضعيف.
انظر: "المجموع شرح المهذب؛ للنووي": (٣/ ٢٥٩)، "النهاية في غريب الحديث لابن الأثير" (٤/ ١٤٠)، " المطلع على ألفاظ المقنع؛ للبعلي " (ص: ٧٠)، "لسان العرب لابن منظور" (٥/ ١٢٧).
(٣) المشهور: ماله طرق محصورة بأكثر من اثنين ولم يبلغ حد التواتر هكذا عرف عند المحدثين، وعرفه الأصوليين بأنه: ما كان آحاد الأصل ثم تواتر في القرن الثاني والثالث ويسمى أيضا مستفيضاً انظر: "كشف الأسرار للبخاري (٢/ ٣٦٨)، "أصول السرخسي": (١/ ٢٩١) "تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي؛ للسيوطي" (٢/ ١٧٣).
(٤) ما بين القوسين؛ من كلام السرخسي -رحمه الله-، ينظر " المبسوط" للسرخسي (١/ ١٢٩).
(٥) أخرجه ابن ماجة في "سننه" (ص ٢٣٧)، كتاب الأذان والسنة فيها، باب السنة في الأذان، حديث رقم (٧١٦)، وأخرجه الطبراني في"المعجم الأوسط" (٧/ ٣٠٩) حديث رقم (٧٥٨٣) ثم قال: (لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا صالح بن أبي الأخضر، ولا عن صالح إلا عمرو بن صالح، تفرد به: عامر بن إبراهيم).
وقال: "الطبراني في الأوسط" (٧/ ٢٩١).: لم يرو هذا الحديث عن بن قسيط إلا معمر ولا عن معمر إلا عبد الله ابن نافع. وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد" (٢/ ٨٩): (فيه عبد الرحمن بن قسيط ولم أجد من ذكره).
(٦) "المبسوط" للسرخسي (١/ ١٣٠)، "الأصل المعروف بالمبسوط"للشيباني (١/ ١٣٠).