للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا طرقت من آل بثنة طارقه١ ... على أنها معشوقة الدل عاشقه

تبيت وأرض السوس بيني وبينها ... وسولاف رستاف حمته الأزارقه

إذا نحن شئنا صادفتنا عصابة ... حرورية أضحت من الدين مارقه

أجازت إلينا العسكرين كليهما ... فباتت لنا دون اللحاف معانقه

وقد ذكرنا الضمار ومعناه الغائب. وأصله من قولك: أضمرت الشيء أي أخفيته عنك، ويقال: مال عين، للحاضر. ومال ضمار، للغائب. قال الأعشى:

ومن تضيع له ذمة ... فيجعلها بعد عين ضمارا

وقال أيضاً:

أبانا فلا رمت من عندنا ... فإنا بخير إذا لم ترم

أرانا إذا أضمرتك البلا ... د تجفي وتقطع منا الرحم

والفعل من هذا أضمر يضمر، والمفعول به مضمر، والفاعل مضمر، والضمار، اسم للفعل في معنى الإضمار. وأسماء الأفعال تشرك المصادر في معانيها، تقول أعطيته عطاء، فيشر كالعطاء الإعطاء في معناه، ويسمى به المفعول. وتقول: كلمته تكليماً وكلاماً في معناه. والمصدر ينعت به الفاعل في قولك: رجل عدل، ورجل كرم، ورجل نوم، ويوم غم وغيم، وينعت به المفعول في قولك: رجل رضحاً، وهذا درهم ضرب الأمير، وجاءني الخلق، تعني المخلوقين.

وقال رجل من الخوارج في ذلك اليوم:

وكائن تركنا يوم سلاف منهم ... أسارى وقتلى في الجحيم مصيرها

قوله: وكائن معناه كم وأصله كاف التشبيه دخلت على أي فصارتا بمنزلة كم، ونظير ذلك له كذا وكذا درهماً، إنما هي ذا دخلت عليها الكاف. والمعنى له كهذا العدد من الدراهم. فإذا قال له كذا كذا درهماً، فهو كناية عن


١ ر: "بيبة": س: "مية".وما أثبته رواية الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>