للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخلاج إنك لن تعانق طفلة ... شرقاً بها الجادي كالتمثال

حتى تلاقي في الكتيبة معلمة ... عمرو القنا وعبيدة بن هلال

وترى المقعطر في الكتيبة مقدماً ... في عصبة قسطوا مع الضلال

أو أن يعلمك المهلب غزوة ... وترى جبالاً قد دنت لجبال

قوله: طفلة يقول: ناعمة، وإذا كسرت الطاء فقلت: طفلة فهي الصغيرة. والجادي: الزعفران، والكتيبة: الجيش، وإنما سمي الجيش كتيبة لانضمام أهله بعضهم إلى بعض. وبهذا سمي الكتاب. ومنه قولهم: كتبت البغلة والناقة إذا خرزت ذلك الموضع منها. وكتبت القربة. والمعلم: الذي قد شهر نفسه بعلامة، إما بعمامة صبيغ، وإما بمشهرة، وإما بغير ذلك. وكان حمزة بن عبد المطلب رضوان الله عليه معلماً يوم بدر بريشة نعامة في صدره وكان أبو جدانة - وهو سماك بن خرشة الأنصاري - يوم أحد لم قال رسول الله صلى الله عليه سلم: "من يأخذ سيفي هذا بحقه?" قالوا: وما حقه يا رسول الله? قال: "أن يضرب به في العدو حتى ينحني"، فقال أبو دجانة: أنا، فدفعه إليه، فلبس مشهرة فأعلم بها، وكان قومه يعلمون لما بلوا منه أنه إذا لبس تلك المشهرة لم يبق في نفسه غاية، ففعل، وخرج يمشي بين الصفين، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنها لمشية يبغضها الله عز وجل إلا في مثل هذا الموضع". ويروى أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع علياً صلوات الله عليه يقول لفاطمة ورمى إليها بسيف، فقال: هاك حميداً فاغسلي عنه الدم. فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لئن كنت صدقت القتال اليوم لقد صدقه معك سماك بن خرشة وسهل بن حنيف والحارث بن الصمة". وفي بعض الحديث "وقيس بن الربيع" وكل هؤلاء من الأنصار.

عاد الحديث إلى ذكر الخوارج: وعمرو القنا من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، وعبيدة بن هلال من بني يشكر بن بكر بن وائل، والذي طعن صاحب المهلب في فخذه فشكها مع السرج من بني تميم. قال: ولا أدري أعمرو هو أم غيره. والمقعطر من عبد القيس.

<<  <  ج: ص:  >  >>