للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا أقرب البيت أحبو من مؤخره ... ولا أكسر في ابن العم أظفاري

إن يحجب الله أبصاراً أراقبها ... فقد يرى الله حال المدلج الساري

وقوله:

لا أقرب البيت أحبو من مؤخره

يقول: لا آتيه لريبةٍ. ومثل ذلك قوول الشاعر١:

ولست بصادرٍ من بيت جاري ... كفعل العير غمره الورود

يقول: لا أخرج خروج الخائف، لأنه إنما يقال: تغمر الشارب إذا لم يرو، ويقال للقدح الصغير: الغمر من هذا.

وقوله:

ولا أكسر في ابن العم أظفاري

يقول: لا أغتابه، وهذا مثلٌ كما قال الحطيئة:

ملوا قراه وهرته كلابهم ... وجرحوه بأنياب وأضراس

وقوله:

فقد يرى الله حال المدلج الساري

فالمدلج: الذي يسير من أول الليل، يقال: أدلجت، أي سرت من أول الليل، وأدلجت: أي سرت في السحر، قال زهير:

بكرن بكوراً وادلجن بسحرةٍ ٢

والسرى لا يكون إلا سير الليل، قال الله عز وجل: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} ٣ من قولك أسريت، وهي اللغة القرشية، وغيرهم من العرب يقول سريت، وقد جاء هذه اللغة في القرآن، قال الله عز وجل: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} ٤ فهذا من سرى،


١زيادات ر: "وهو عقيل بن علفة"، والبيت من كلمه له في حماسه أبى تمام (١٥٢،١٥١:١) - طبعة الرافعي.
٢ رواية الديوان ١٠: "واستحرن بسحرة"، وبقيته:
فهن ووادى الرس كاليد في الفم
٣ سورة الحجر ٦٥.
٤ سورة الفجر ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>