للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو كان من" أسرى" لكان" يسري"، كما قال لبيد:

فبات وأسرى القوم آخر ليلهم ... وما كان وقافاً بغير معصر

والمعصر الملجأ، والسري إنما هو من قولك سرى، كقولك: قضى فهو قاض، ومن أسرى يقال للفاعل: مسرٍ كما تقول: أعطى فهو معطٍ، كما قال الأخطل:

نازعتهم طيب الراح الشمول وقد ... صاح الدجاج وحانت وقعه الساري

والدجاج هاهنا: الديوك، يريد وقت السحر، لأنه يقال للديك: هذا دجاجة، فإن أردت الأنثى قلت، هذه، وكذلك هذا بقرة، وهذا بطة، وهذا حمامة إذا أردت الذكر، ولهذا باب يذكر فيه إن شاء الله. قال جرير:

لما تذكرت بالديرين أرقني ... صوت الدجاج وقرع باانواقيس

وقوله:،" أرقني صوت الدجاج"، والأرق لايكون في آخر الليل وإنما يكون في جميعه.

وكذلك النواقيس لا تقرع أيضاً إلا في السحر فإنما أراد: أرقني انتظاري هذا الوقت، لأنه وعد فيه وعداً فهو منتظر له.

قال أبو الحسن: أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى الأبيات الرائية المتقدمة بتمامها على ما أذكره لك عن أبي عبد الله بن العرابيٌ، وهي لأحد ابني حبناء أحسبه صخراٌ وهما من بني تميم، وكان من الأزارقة قال:

إني هزئت من أم الغمر إذ هزئت ... بشيب رأسي، وما بالشيب من عار

ما شقوة المرء بالإقتار يقتره ... ولا سعادته يوماٌ باكثار١

إن الشقي الذي في النار منزله ... والفوز فوز الذي ينجو من النار


١ زيادات ر: "يقتره، الهاء تعود على الإقتار".

<<  <  ج: ص:  >  >>