للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنه اسم، والأول المكسور نعت، ويقبح وضع النعت موضع١ المنعوت غير المخصوص.

[قال أبو الحسن: حق النعت أن يأتي بعد المنعوت، ولا يقع في موقعه حتى يدل عليه فيكون خاصاً له دون غيره، تقول: جاءني إنسان طويل، فإن قلت: جاءني طويل لم يجز؛ لأن طويلاً أعم من قولك: إنسان، فلا بدل عليه. فإن قلت: جاءني إنسان متكلم، ثم قلت بعد: جاءني متكلم جاز؛ لأنك تدل به على الإنسان، فهذا شرح قوله: المخصوص] .

وقولها: غير حين النفوس نصب على الاستثناء الخارج من أول الكلام، وقد ذكرناه مشروحاً.

والمراثي كثيرة كما وصفنا، وإنما نكتب منها المختار والنادر والمتمثل به السائر.

فمن مليح ما قيل قول رجل يرثي أباه:

[قال أبو الحسن: يقال إنه٢ لأبي العتاهية]

قلب يا قلب أوجعك ... ما تعدى فضعضعك

يا أبي ضمك الثرى ... وطوى الموت أجمعك

ليتني يوم مت صرت ... إلى حفرة معك٣

رحم الله مصرعك ... برد الله مضجعك


١ ر: "موضع".
٢ ر: "يقال إنه ابن لأبي التاهية".
٣ ر: "تربة معك".

<<  <  ج: ص:  >  >>