للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن تشغلونا عن ندانا فإننا ... شغلنا وليداً عن بناء الولائد

تركنا أمير المؤمنين بخالد ... مكباً على خيشومه غير ساجد

وقال الخزاعي١ بعد:

قتلنا بالفتى القسري منهم ... وليدهم أمير المؤمنينا

ومرواناً قتلنا عن يزيد ... كذاك قضاؤنا في المعتدينا

وبابن السمط منا قد قتلنا ... محمداً بن هارون الأمينا

فمن يك قتله سوقاً فإنا ... جعلنا مقتل الخلفاء دينا

وقولها: ويرحل قبل فيء الهواجر تريد أنه متيقظ ظعان والمولى في قولها: إذا مولاك خاف ظلامة يحتمل ضروباً، فالمولى ابن العم، وقوله عز وجل: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي} ٢؛ يريد بني العم؛ قال الفضل بن العباس:

مهلاً بني عمنا مهلاً موالينا ... لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا

ويكون المولى المعتق؛ ويكون المولى من قوله جل ثناؤه: {وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ} ٣ ويكون المولى الذي هو أحق وأولى منه قوله: {مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ} ٤، أي أولى بكم. والمولى: المالك. وقولها: ولم يبن أبراداً تريد الخيام.

قال أبو العباس: وكانت الخنساء وليلى بائنتين في أشعارهما، متقدمتين لأكثر الفحول، ورب امرأة تتقدم في صناعة، وقلما يكون ذلك، والجملة ما قال الله عز وجل: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} ٥.

وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن المرأة خلقت من ضلع عوجاء، وإنك إن ترد إقامتها، تكسرها، فدارها تعش بها".


١ هو دعبل.
٢ سورة مريم ٥.
٣ سورة محمد١١.
٤ سورة الحديد١٥.
٥ سورة الزخرف١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>