للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكني رأيت الصبر خيراً ... من النعلين والرأس الحليق

تأويل النعلين أن المرأة كانت إذا أصيبت بحميم جعلت في يديها نعلين تصفق١ بهما وجهها وصدرها.

قال عبد مناف بن ربع الهذلي:

ماذا يغير ابنتي ربع عويلهما ... لا ترقدان ولا بؤسى لمن رقدا

كلتاهما أبطنت أحشاؤها قصباً ... من بطن حلية لا رطبا ولا نقدا

إذا تأوب نوح قامتا معه ... ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا

قوله:

ماذا يغير ابنتي ربع عويلهما

يعني أختيه، يقول: ماذا يرد عليهما العويل والسهر!

وقوله:

كلتاهما أبطنت أحشاؤها قصباً

أراد لترديد النائحة صوتاً كأنه زمير، وإنما يعني بالقصب المزامير، كما قال الراعي:

زجل الحداء كأن في حيزومه ... قصبا ومقنعة الحنين عجولا

[قال الأخفش: الزجل: اختلاط الصوت الذي لصوته تطريب. والحيزوم: الصدر, وقصبا يعني زمارا٢, شبه صوت الحادي بالمزمار, ومقنعة، أراد: وصوت مقنعة، يعني ناقة، ثم حذف الصوت وأقام مقنعة مقامه.


١ تصفق: تضرب؛ "من صفق الطائر بجناحيه" أي ضرب بهما.
٢ قال المرصفي: "صوابه مزمار, فهو صوت النعامة".

<<  <  ج: ص:  >  >>