للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زيد بن الخطاب قتل شهيداً يوم اليمامة، وكان عمر بثول: إني لأهش للصبا؛ لأنها تأتينا من ناحية زيد. ويروى عن عمر أنه قال: لو كنت أقول الشعر كما تقول؛ لرثيت أخي كما رثيت أخاك. ويروى أن متمماً رثى زيداً فلم يجد، فقال له عمر: لم ترث زيداً كما رثيت أخاك مالكاً! فقال: لأنه والله يحركني لمالك ما لا يحركني لزيد.

ومن طريف شعره:

لعمري وما دهري بتأبين هالك ... ولا جزع والموت يذهب بالفتى١

لئن مالك خلى علي مكانه ... لفي إسوة إن كنت باغية الأسا٢

كهول ومرد من بني عم مالك ... وأيفاع صدق قد تمليتهم رضا

سقوا بالعقار الصرف حتى تتابعوا ... كدأب ثمود إذ رغا سقيهم ضحى٣

إذا القوم قالوا: من فتى لملمة ... فما كلهم يدعى، ولكنه الفتى

ومثل هذا الشعر قول النهشلي:

لو كان في الألف منا واحد فدعوا ... من فارس? خالهم إياه يعنونا

وأول هذا المعنى لطرفة:

إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني ... عنيت فلم أكسل ولم أتبلد

وقال متمم أيضاً في كلمة له يرثي بها مالكاً:

جميل المحيا ضاحك عند ضيفه ... أغر جميع الرأي مشترك الرجل


١ ما دهري: ما همي وغايتي.
٢ أيفاع؛ وهو الشاب الذي شارف البلوغ وتمليتهم: عشت معهم وتمتعت بهم ملاة من الدهر.
٣ العقار: الخمر والصرف: التي لم يريد به الموت على الاستعارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>