للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دماءنا، وندي قتلاكم، وإنما١ مسعودٌ رجل من المسلمين، وقد أذهب الله أمر الجاهلية.

فاجتمع القوم على أن يقفوا أمر مسعود، ويغمد السيف، ويؤدي سائر القتلى من الأزد وربيعة. فضمن ذلك الأحنف، ودفع إياس بن قتادة المجاشعي رهينة حتى يؤدى هذا المال، فرضي به القوم، ففخر بذلك الفرزدق فقال:٢

ومنا الذي أعطى يديه رهينةً ... لغاري معد يوم ضرب الجماجم٣

عشية سال المربدان كلاهما ... عجاجة موتٍ بالسيف الصوارم

هنالك لو تبغي كليباً وجدتها ... أذل من القردان تحت المناسم٤

قال أبو الحسن وكان أبو العباس ربما رواه: لغار٥ معد

ويقال: إنما تميماً في الوقت مع باديتها وحلفائها من الأساورة٦ والزط٧، والسبابجة٨ وغيرهم كانوا زهاء سبعين ألفاً، ففي ذلك يقول جرير:

سائل ذوي يمن ورهط محرقٍ ... والأزد إذ ندبوا لنا مسعودا٩

فأتاهم سبعون ألف مدجج ... متسربلين يلامعا١٠ وحديدا

قال الأحنف بن قيس: فكثرت علي الديات، فلم أجدها في حاضرة تميم، فخرجت نحو يبرين١١، فسألت عن المقصودهناك، فأرشدت إلى قبةٍ، فإذا شيخٌ


١ س: "وأما مسعود".
٢ من قصيدة يهجو فيها جريرا ويعرض بالبعيث، مطلعها:
ود جرير اللؤم لو كان عانيا ... ولم يدن من زأر الأسود الضراغم
٣ الغاران: مثنى غار، وهو الجيش، ومنه قول على يوم الجمل: "مآظنك بامرىء جمع بين هذين الغارين"!.
٤ يريد كليب بن يربوع، رهط الفرزدق. والقردان: جمع قراد، وهو دويبة تعض الإبل.
٥ ر: "الغازي معد".
٦ الأساورة: قوم من العجم بالبصرة نزلوها قديما، كالأحامرة. "اللسان".
٧ الزط: جبل أسود من السند، وقيل هم من الهند. "اللسان".
٨ السبابجة: قوم ذوو جلد من السند والهند، يكونون مع رئيس السفينة البحرية يبذرقونها، واحدهم سبيجى، ودخلت الهاء في جمعه والنسب، كما قالوا: البرابرة. "اللسان".
٩ المحرق: هو عمرو بن هند ملك الحيرة، وكان حرق يوم أوارة تسعة وتسعين رجلا من دارم، قبيلة الفرزدق.
١٠ اليلامع: جمع يلمع، وهو الدرع هنا. وفي ر: "يلامقا"، جمع يلمق، وهو القباء.
١١ يبرين: قرية كثيرة النخل في بلاد البحرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>