للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا الرجل من النمر بن قاسطٍ، خرج يبتغي قرطاً من بعدٍ، فنهشته حية فمات، وهو أحد القارظين. والقارظ الأول من عنزة، كان خرج مع ابن عم له في طلب القرظ، فقتله ابن عمه، لأنه كان يريد ابنته فمنعه منها، قال أبو خراش١ الهذلي:

وحتى يؤوب القارظان كلاهما ... وينشر في القتلى كليب لوائل

وقوله "كالذي دعا القاسطي حتفه" الهاء في حتفه ترجع على الذي وتقديره كالسبب الذي دعا القاسطي حتفه.

وقوله: "أبو البرمجي" فهذا الرجل من البراجم، وهم بنو مالك بن حنظلة كان عمرو بن هند لما قتل بني دارم بأوراة، وكان سبب ذلك أن أخاه أسعد بن المنذر وكان مسترضعاً في بني دارمٍ، في حجر حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم- انصرف ذات يوم من صيده وبه نبيذٌ، كما يعبث الملوك، فرماه رجل من بني دارم بسهم فقتله٢. ففي ذلك يقول القائل، وهو عمرو بن ملقطٍ الطائي لعمرو بن هند:

فاقتل زرارة لا أرى ... في القوم أوفى من زرارة

فغزاهم عمرو بن هند، فقتلهم يوم القصيبة٣ ويوم أوارة، ففي ذلك يقول الأعشى:

وتكون في الشرف المو ... زي منقراً وبني زرارة

أبناء قومٍ قتلوا ... يوم القصيبة والأوراة

ثم أقسم عمرو بن هند ليحرقن منهم مائة، فبذلك سمي محرقاً، فأخذ تسعة وتسعين رجلاً فقذهم في النار، ثم أراد أن يبر قسمه بعجوز منهم لتكمل بها


١ زيادات ر: "الصحيح أن الشعر لأبى ذؤيب، وهو بهذه النسبة في ديوان الهذليين ١٤٥:١، من قصيدة مطلعها:
أساءلت رسم الدار أم لم تسائل ... عن السكن أم عن عهده بالأوائل!
٢ زيادات ر: "رمى ناقة بسهم فقتلها" والرجل الذي قتله سويد بن ربيعة بن زيد بن عبد الله بن دارم".
٣ يوم القصيبة لعمرو بن هند على بنى تميم، وهو أوارة. "وانظر معجم البلدان ٣٦٤:١،١١٤:٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>