للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العدة، فلما أمر بها قالت العجوز: ألا فتى يفدي هذه العجوز بنفسه١! ثم قالت: "هيهات صارت الفتيان حمماً"! ومر وافد البراجموهو الذي ذكرنا - فاشتم رائحة اللحم، فظن أن الملك يتخذ طعاماً، فعرج إليه فأتي به إليه، فقال له: من أنت? فقال: ابيت اللعن? أنا وافد البراجم، فقال: "إن الشقي وافد البراجم". ثم أمر به فقذف في النار، ففي ذلك يقول جرير يعير الفرزدق:

أين الذين بنار عمرو حرقوا ... أم أين أسعد فيكم المسترضع!

وقال أيضاً:

وأخزاكم عمرو كما قال قد خزيتم ... وأدرك عماراً شقي البراجم

وقال الطرماح:

ودارم قد قذفنا منهم مائةً ... في جاحم النار إذ ينزون بالخدد٢

ينزون بالمشتوى منها ويوقدها ... عمرو، ولولا شحوم القوم لم تقد٣

ولذلك عيرت بنو تميم بحب الطعام، يعني لطمع البرجمي في الأكل. قال يزيد بن عمرو بن الصعق أحد بني عمرو بن كلاب:

ألا أبلغ لديك بني تميم ... بآية ما يحبون الطعاما

وقال الأخر٤:

إذا ما مات ميتٌ من تميم ... فسرك أن يعيشك فجىء بزاد

بخبر أو بتمر أو بلحم ... أو الشيء الملفف في البجاد٥

تراه ينقب البطحاء حولاً ... ليأكل رأس لقمان بن عاد


١ زيادات ر: "على ماذكر أصحاب الأخبار اسمها الحمراء بنت نضلة".
٢ الخدد، أصله: "الخد" ففك إدغاق للقافية، وهو كالأخدود، حفرة في الأرض مستطيلة.
٣ المشتوى: مكان الاشتواء.
٤ زيادات ر: "ذكر ابن حبيب أن هذا الشعر لأبى المهوش الفقعسى، وذكر دعبل أنه لأبى المهموش الأسدى، وذكر ابن السيد البطليوسى أنه ليزيد بن عمرو بن الصعق الكلابى".
٥ أراد وطب اللبن، يلف بكساء مخطط، اسمه البجاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>