للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أبا عبد الله، إنك كنت تقول: أشتهي أن أرى عاقلاً يموت حتى أسأله كيف يجد فكيف تجدك قال: أجد السماء كأنها مطبقة على الأرض وأنا بينهما، وأراني كأنما أتنفس من خرت إبرةٍ، ثم قال: اللهم خذ مني حتى ترضى. ثم رفع يديه فقالت: اللهم أمرت فعصينا، ونهيت فركبنا فلا بريء فأعتذر، ولا قوي فأنتصر، ولكن لا إله إلا الله ثلاثاً، ثم فاظ.

وقد روينا هذا الخبر من غير ناحية الرياشي بأتم١ من هذا، ولكن٢ اقتصرنا على هذا لثقة إسناده.

قوله: "من خرت إبرة"، يعني من ثقب إبرةٍ، يقال للدليل: خريت. وزعم الأصمعي أنه أريد به أنه يهتدي لمثل خرت الإبرة.

وقوله: "فاظ" أي مات، يقال: فاظ، وفاد، وفطس، وفاز، وفوز، كل ذلك في معنى الموت، ولا يقال: بالضاد إلا للإناء، قال رؤبة٣:

لا يدفنون منهم من فاظا

وقال ابن جريج: "أما رأيت الميت حين فوظه".

ومن قال ذلك للنفس قال: فاضت نفسه، يشببها بالأناء.

وحدثني أبو عثمان المازني أحسبه عن أبي زيد قال: كل العرب يقولون: فاضت نفسه إلا بني ضبة فإنهم يقولون: فاظت نفسه، وإنما الكلام الصحيح فاظ بالظاء إذا مات.

وفي الحديث أن امرأة سلام بن أبي الحقيق قالت: فاظ، وإله يهود.


١ س: "أتم".
٢ س: "ولكنا".
٣ قبله:
والأزد أمسى شلوهم لفاظا
وانظر اللسان "فيظ".

<<  <  ج: ص:  >  >>