للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه القصة يقول:

أبت إلا بكاءً وانتحابا ... وذكرا للمغيرة واكتئاباً

ألم تعلم بأن القتل ورد ... لنا كالماء حين صفا وطابا

وقلت لها: قري وثقي بقولي ... كأنك قد قرأت به كتابا

فقد جاء الكتاب به فقولي ... ألا لا تعدم الرّأي الصّوابا

جلبنا الخيل من بغداد شعثاً ... عوا بس تحمل الأسد الغضابا

بكل فتى أعزّ مهلّبيّ ... تخال بضوء صورته شهاباً

ومن قحطان كل أخي حفاظٍ ... إذا يدعى لنائبه أجايا

فما بلغت قرى كرمان حتى ... تخدّد لحمها عنها فذابا

وكان لهنّ في كرمان يوم ... أمر على الشراة بها الشرابا١

وإنّا تاركون غداً حديثاً ... بأرض السّند سعداً والرّبابا

تفاخر بابن أحورها تميمٌ ... لقد حان المفاخر لي وخابا

وفي مثل هذا البيت الأخير يقول أبو عيينه:

أعاذل صه لست من شيمتي ... وإن كنت لي ناصحاً مشفقا

أراك تفرقني دائباً ... وما ينبغي لي أن أفرقا٢

أنا ابن الذي شاد لي منصباً ... وكان السّماك إذا حلقا

قريع العراق وبطريقهم ... وعزهم المرتجى المتّقى

فمن يستطيع إذا ما ذهبـ ... ـت أنطق في المجد أن ينطقا

أنا ابن المهلب ما فوق ذا ... لعالٍ إلى شرفٍ مرتقى

فدعني أغلب ثياب الصبا ... بجدّتها قبل أن تخلقا

قال أبو الحسن: وهذا شعر حسنٌ، أوله:

ألم تنه نفسك أن تعشقا ... وما أنت والعشق لولا الشّقا

أمن بعد شربك كأس النّهى ... وشمك ريحان أهل النّقا

عشقت فأصبحت في العاشقي ... ن أشهر من فرس أبلقّا


١ الشراة: جماعة من الخوارج.
٢ تفرقنى: تخوفنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>