{طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} ١، يكون رفعة على ضربين، أحدهما أمرنا طاعة وقول معروف، والوجه الآخر طاعةٌ وقولٌ معروف أمثل. ومن نصب هيبة أراد المصدر، أي ولكن يهاب هيبةً.
وأحسن ما قيل في هذا المعنى:
يغضي حياءً ويغضي من مهابته ... فما يكلّم إلا حين يبتسم
وقال الفرزدق، يعني يزيد بن المهلب:
وإذا الرّجال رأوا بزيد رأيتهم ... خضع الرّقاب نواكس الأبصار
وفي هذا البيت شيء من يستطرفه النحويون، وهو أنهم لا يجمعون ما كان من فاعل نعتاً على فواعل، لئلا يلتبس بالمؤنث، لا يقولون: ضارب وضوارب، وقاتل وقواتل، لأنهم يقولون في جمع ضاربة: ضوارب، وقاتلة: قواتل، ولم يأت ذلك إلا في حرفين: إحداهما في جمع فارس: فوارس، لأن هذا مما لا يستعمل في النساء فأمنوا الالتباس، ويقولون في المثل: هو هالك في الهوالك، فاجروه على اصله فقال:"نواكس الأبصار"، ولا يكون مثل هذا أبداً إلا في ضرورة.