للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يريدون الكروان.

وقوله:

من آل أبي موسى ترى القوم حوله

فقال: ترى، ولم يقل ترين، وكانت المخاطبة أولاً لامرأة، ألا تراه يقول:

ومما كنت مذ أبصرتني في خصومةٍ ... أراجع فيهالا يا ابنة الخير قاضياً

ثم حوّل المخاطبة إلى رجل، والعرب تفعل ذلك، قال الله عز وجل: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ} ١، فكأن التقدير والله اعلم كان للناس، ثم حولت المخاطبة إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال عنترة بن شدّاد:

شطّت مزار العاشقين فأصبحت ... عسراً عليّ طلابك ابنة مخرم

وقال جرير:

ما للمنازل لا تجيب حزننا ... أصممن قدم المدى قبلينا

وترى العواذل يبتدرن ملامتي ... وإذا اردن هواك عصينا

قال أولاً لرجل، ثم قال: سوى هوالك. وقال آخر:

فدى لك والدي وسراة قومي ... ومالي إنه منه أتاني

على تحويل المخاطبة.

وقوله: "مرمّين"، يريد سكوتاً مطرقين، بقال: أرم إذا أطرق ساكتاً.

وقوله: "تفادى أسود الغاب" معناه تفتدي منه بعضها ببعض. الخبر أن سليمان بن عبد الملك أمر بدفع عيال الحجاج ولحمته إلى يزيد بن المهلب فتفادى منهم، تأويله: فدى نفسه من ذلك المقام بغيره. وقوله:

وما الخرق منه يرهبون ولا الخنى ... عليهم ولكن هيبة هي ماهيا

إذا رفعت "هيبة" فالمعنى: ولكن أمره هيبةٌ، كما قال الله عز وجل: {لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ} ٢، أي ذلك بلاغ، ومثله قوله عزّ وجل:


١ سورة يونس ٢٢.
٢ سورة الأحقاف ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>