للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما الخرق منه يرهبون ولا الخنى ... عليهم ولكن هيبةٌ هي ماهيا

وقوله: "مدرجي" يقول: مروري، فأما قولهم في المثل: خير من دبّ ومن درج، فمعناه: منحيي ومن مات، يريدون: من دب على وجه الأرض ومن درج منها فذهب.

وقوله:

أراك لها بالبصرة العام ثاويا

فإنه في هذا المعنى: ثوى الرجل فهو ثاوٍ، يا فتى، إذا أقام، وهي أكثر، ويقال: أثوى فهو فهو مثوٍ يا فتى، وهي أقل من تلك، قال الأعشى:

أثوى وقصر ليلةً ليزوّدا ... فمضى وأخلف من قتيله موعداً

وقوله: "قسا" فهو موضع من بلاد بني تميم. وقوله: "لأكثبة الدهنا"، فأكثبةٌ جمع كثب، وهو أقل العدد، والكثير كثبانٌ والدّهنا من بلادي بني تميم، ولم أسمع إلا القصر من أهل العلم والعرب، وسمعت بعد من يروي مدّها ولا أعلافه, قال ذو الرمة:

حنّت إلى نعم الدّهنا فقلت لها ... أمي هلالاً على التوفيق والرّشد

يعني هلال بن أحوز المازني، وقال جرير:

بازٍ يصعصع بالدّهنا قطاً جونا

وقوله:

كأنهم الكروان أبصرن بازيا.

فالكروان جماعة كروانٍ، وهو طائر معروف، وليس هذا الجمع لهذا الاسم بكماله، ولكنه على حذف الزيادة، فالتقدير: كراً وكروانٌ، كما تقول: أخٌ وإخوانٌ وورلٌ وورلانٌ، وبرق وبرقانٌ، والبرق أعجمي ولكنه قد أعرب وجمع كما تجمع العربية، واستعمل الكروان جمعاً على حذف الزيادة، واستعمل في الواحد كذلك، تقول العرب في مثلٍ من أمثالها:

أطرق كرا أطرق كرا ... إنّ النّعام في القرى

<<  <  ج: ص:  >  >>