للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال جرير يجيبه:

أباهل ما أحببت قتل ابن مسلم ... ولا أن تروعوا قومكم بالمظالم

ثم قال يخوّف الفرزدق:

تحضّض يا ابن القين قيسا ليجعلوا ... لقومك يوماُ مثل يوم الأراقم١

كأنك لم تشهد لقيطاً وحاجباً ... وعمرو بن عمروٍ إذ دعوا يا ل دارم

ولم تشهد الجونين والشّعث ذا الصّفا ... وشدات قيس يوم دير الجماجم

فيوم الصّفا كنتم عبيداً لعامر ... وبالحنو أصبحتم عبيد اللهازم

إذا عدّت الأيام أخزين دراماً ... وتخزيك يا أبن القين أيام دارم

أما قول الفرزدق:

كأن رءوس النّاس إذ سمعوا بها ... مشدّخةٌ هاماتها بالأمائم

فإن الشّجاع مختلفة الحكام، فإذا كانت الشّجّة شقيقا يدمى فهي الدامية، وإذا أخذت من اللحم شيئاً فهي الباضعة، وإذا أمضت في اللحم فهي المتلاحمة، فإذا هشمت العظم فهي الهاشمة، وإذا كان بينها وبين العظم جليدةٌ رقيقة فهي السمحاق، من أجل تلك الجليدة يقال ما على ترب الشاة من الشّحم إلا سماحيق، أي طرائق، فإذا خرجت منها عظام صغار فهي المنقّلة وإنذما أخذ ذلك من النّقل وهي الحجارة الصغار فإذا أوضحت عن العظم فهي الموضحة، فإذا خرقت العظم وبلغت أمّ الدّماغ وهي جليدةٌ قد ألبست الدماغ فهي الآمّة، وبعض العرب يسميها أمّ المأمومة، واشتقاق ذلك إفضاؤها إلى أم الدماغ ولا غاية بعدها، قال الشاعر:

يحج مأمومة في قعرها لجفٌ ... فاست الطبيب قذاها كالمغاريد٢

وقال ابن غلفاء الهجيميّ يردّ بن عمرو بن الصعق في هجائه بني تميم:

فإنك من هجاء بني تميم ... كمزداد الغرام إلى الغرام


١ الأراقم: يريد يوماً كان لقيس على تغلب ابنة وائل، والأراقم هم بطون تغلب.
٢ مأمومة: مشجوجة.

<<  <  ج: ص:  >  >>