للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يقال لأشيم: مأوى الصعاليك، وضبيعة أضجم الذي ذكر هو ضبيعة ابن ربيعة بن نزار رهط المتلمّس. هذا لقبهم.

وأما معبد بن زرارة فإن قيساً أسرته يوم رحرحان، فساروا به إلى الحجاز فأتى لقيطٌ في بعض الأشهر الحرم ليفديه، فطلبوا منه ألف بعير فقال لقيط: إنّ أبانا أمرنا ألا نزيد على المائتين، فتطمع فينا ذؤبان العرب، فقال معبد: يا أخي، افدني بمالي فإني ميتٌ. فأبى لقيطٌ، وأبى معبد أن يأكل أو يشرب، فكانوا يشحون فاه، ويصبّون فيه الطعام والشراب لئلا يهلك فيذهب فداؤه، فلم يزل كذلك حتى مات، فقال جرير يعيّر الفرزدق وقومه بذلك:

تركتم بوادي رحرحان نساءكم ... ويم الصّفا لاقيتم الشعب أوعرا

سمعتم بني مجدٍ دعوا يا ل عامر ... فكنتم نعاماً عند ذاك منقّرا

وأسلمت القلحاء في الغل معبداً ... ولاقى لقيط حتفه فتقطّرا

قوله:

سمعتم بني مجدٍ دعوا يا ل عامرٍ

يعني مجد بنت النضر بن كنانة ولدت ربيعة بن عامر بن صعصعة، وولده بنو كلاب وبنو كعب بن عامر بن ربيعة. والقلحاء لقب، والقلح ان تركب الأسنان صفرةٌ تضرب إلى السواد، ويقال لها الحبرة لشدة تأثيرها، أنشدني المازني:

لست بسعديّ على فيه حبرةٌ ... ولست بعبدي حقيبته التّمر

وزعم أبو الحسن الأخفش١، أن العرب تقول في هذا المعنى: "في أسنانه حبرة"، وليس ذلك بمعروف، ولم يأت اسم على "فعل" إلا إبل وإطل.٢


١ زيادات ر: "سعيد بن مسعدة".
٢ زيادات ر: "وامرأة بلز، أى ضخمة، قاله ابن قتيبة، أما إبل فكما ذكر، وأما "إطل" فليس كما ذكر، وإطل [بالكسر] أصله إطل [بالسكون] ، ثم حركت الطاء اتباعاً لحركة لهمزة، كما قالوا في الجلد [بالسكون] : الجلد [بالكسر] ، قال سيبويه: ليس في الأسماء والصفات فعل [بالكسر] إلا إبل".

<<  <  ج: ص:  >  >>