للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرى للمسلمين عليه حقاً ... كفعل الوالد الرّؤف الرّحيم

إذا بعض السّنين تعرّقتنا١ ... كفى الأيتام فقد أبي اليتيم

وفي هذا الشعر:

أمير المؤمنين على صراطٍ ... إذا أعوجّ الموارد مستقيم

أمير المؤمنين جمعت ديناً ... وحلماً فاضلا لذوي الحلوم

لك المتخيّران أبا وخالاً ... فأكرم بالخؤولة والعموم

فيا ابن المطعمين إذا شتونا ... ويا ابن الذّائدين عن الحريم

سما بك خالدٌ وبنو هشامٍ ... إلى العلياء في الحسب الجسيم٢

وتنزل من أمية حيث تلقى ... شؤون الرأس مجتمع الصميم

تواصلت من تكرّمها قريشٌ ... برد الخيل دامية الكلوم

فما الأم التي ولدت قريشاً ... بمقرفة النّجار ولا عقيم

وما فحلٌ بأنجب من أبيكم ... ولا خالٌ بأكرم من تميم

سما أولاد برّة بنت مرّ ... إلى العلياء في الحسب العظيم

لك الغرّ السّوابق من قريش ... فقد عرف الأغرّ من البهيم

قوله: "حين يؤم حجّاً" فيكون الحجّ جمع حاجّ، كما يقال: تاجرٌ وتجرٌ، وراكبٌ وركبٌ، قال العجّاج:

بواسطٍ أكرم دارٍ دارا ... والله سمّى نصرك الأنصارا

فأخرجه على "ناصر ونصر"، قال: ويجوز أن يكون حجّ أصحاب حجّ، كما قال الله عزّ وجل: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} ٣، يريد أهلها.

وقوله:

كفعل الوالد الرّوف الرّحيم

يقال: "رؤف" على "فعلٍ" مثل يقظ وحذر، رؤوف على وزن "ضروب". وقال الأنصاري٤:


١ تعرقتنا: أهزلتنا، وأصله أخذ ما على العظم من اللحم.
٢ زيادات ر: "وهم أبو العباس في قوله: وبنو هشام، وإنما وقع في شعره: وأبو هشام، وهو الصحيح، يريد إسماعيل بن هشام وهو جده من قبل أمه".
٣ سورة يوسف ٨٢.
٤ زيادات ر: "هو كعب بن مالك".

<<  <  ج: ص:  >  >>