للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "على جل حادث" فهو الجليل من الأمر، ويقال: فلان يدعى للجلى، قال طرفة:

وإن أدع للجلى أكن من حماتها١

وفيهم يقول الحطيئة٢:

لقد مريتكم لو أن درتكم ... يوما يجيء بها مسحي وإبساسي

لما بدا لي منكم غيب أنفسكم ... ولم يكن لجراحي فيكم آسي

أزمعت يأساً مبيناً من نوالكم ... ولا ترى طارداً للحر كالياس

ما كان ذنب بغيض لا أبالكم ... في بائس جاء يحدوا آخر الناسِ

جارٍ لقوم أطالوا هون منزلهِ ... وغادروه مقيماً بين أرماسِ

ملوا قراه وهرته كلابهم ... وجرحوه بأنيابٍ وأضراسِ

دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناسِ

قوله: "لقد مريتكم" أصل، المري المسح، يقال مريت الناقة، إذا مسحت ضرعها لتدر، ويقال: مرى الفرس والناقة إذا قام أحدهما على ثلاثٍ ومسح الأرض بيده الأخرى، قال الشاعر:

إذا حط عنها الرحل ألقت برأسها ... إلى شذب العيدان أو صنفت تمري٣

وهذا من أحسن أوصافها.

وقال بعض المحدثين يصف برذوناً بحسن الأدب٤.

وإذا احتبى قربوسه بعنانه ... علك اللجام إلى انصراف الزائر٥


١ تمامة:
وإن تأتك الأعداء بالجهد فاجهد
٢ كلمة "الحطيئة" ساقطة من س.
٣ شذب العيدان: ما تفرق منها، الواحد شذبة.
٤ زيادات ر: "الشعر لمحمد بن يزيد" من ولد مسلمة بن عبد الملك، يصف فرسه، وقبله:
عودته فيما أزور حبابي ... إهماله وكذاك كل مخاطر
٥ القربوس: حنو السرج، العنان: سير اللجام الذي تمسك به.

<<  <  ج: ص:  >  >>