للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال: مراه مائة سوطٍ ومائة درهم؛ إذا أوصل ذلك إليه، ولمراهُ موضع آخر، ومعناه مراه حقه؛ إذا دفعه عنه ومنعه منه، وقد قرىء {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} ١، أي تدفعونه، وعلى في موضع عن قال العامري٢:

إذا رضيت علي بنو قشير ... لعمر الله أعجبني رضاها

وبنو كعب بن ربيعة بن عامر يقولون: رضي الله عليك.

وأما الإبساس فأن تدعو الناقة باسمها، أوتلين لها الطريق إلى الحلب، بقول أو مسح أو ما أشبه ذلك، فذا كانت الناقة تدر على الدعاء والملق قيل: ناقة بسوسُ، وذلك من صفاتها في حسن الخلق.

وقوله:

ولم يكن لجراحي فيكم آسي

يقول: مداوٍ، الآسي: الطبيب، قال الفرزدق يصف شجة:

إذا نظر الآسون فيها تقلبت ... حماليقهم من هول أنيابها العصل٣

والإساء الدواء، ممدودٌ، وقال الحطيئة:

هم الآسون أم الرأس لما ... تواكلها الأطبة والإساءُ

فأما الأسي فمقصور، وهو: الحزن، ومن ذلك قول الله جل ثناؤه: {فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} ٤ وقال العجاج:

يا صاح هل تعرف رسماً مكرسا ... قال نعم أعرفهُ، وأبلسا٥

وأنحلبت عيناه من فرط الأسى

فإذا قلت: "الأسى" قصرت أيضاً، وهو جمع أسوة، يقال فلان أسوتي وقدوتي. قال الله جل وعزَّ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} ٦.


١ سورة النجم ١٢.
٢ زيادات ر: "هو القحيف العقيلى".
٣ العصل: جمع أعصل، وهو المعوج من كل شيء فيه صلابة.
٤ سورة المائدة ٦٨.
٥ أبلسا، من الإبلاس وهو الهم والحزن.
٦ سورة الأحزاب ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>