والرَّمس: التراب، يقال: رمسَ فلانٌ في قبره.
وأشعار الحطيئة في هذا الكتاب كثيرة، ولولا أنها معروفة مشهورة لأتينا على آخرها، ولكنا نذكر منها شيئاً مختاراً.
فمن ذلك قوله:
جزى الله خيراً والجزاء بكفه ... على خير ما يجزي الرجال بغيضا
فلو شاء إذا جئناه فلم يلم ... وصادف منا في البلاد عريضا
يقول: كثرت محاسنه حتى كذب ذامه، فاستغنى عن أن يكثر مادحه، ثقة بأن هاجيه غير مصدقٍ، فاعتبر هذا الكلام، فإنك تجده رأساً في بابه.
ومن ذلك قوله:
وإني قد علقتُ بحبل قوم ... أعانهم على الحسب الثراء
إذا نزل الشتاء بجار قوم ... تجنب جار بيتهم الشتاءُ
همُ الآسون أم الرأس لما ... تواكلها الأطبة والإساءُ
ثم قال يخاطب الزبرقان ورهطه:
ألم أك نائياً فدعوتموني ... فجاء بي المواعد والدعاءُ
فلما كنت جاركم أبيتم ... وشر مواطن الحسب الإباءُ
ولما كنت جارهم حبوني ... وفيكم كان لو شئتم حباءُ
فلما أن مدحت القوم قلتم ... هجوت، وهل يحل لي الهجاءُ!
ولم أشتم لكم حسباً ولكن ... حدوت بحيث يستمع الحداءُ
ويروى أن الحطيئة - واسمه جرول بن أوس ويكنى: أبا مليكة - مر بحسان بن ثابتٍ وهو ينشدُ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute