للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: "وأشرفهم حليفاً"، كان أبو مرثد حليف حمزة بن عبد المطلب.

وقوله: "فاذكر حذيف"، أراد حذيفة بن بدر الفزاري، وإنما ذكره من بين الأشراف لأنه أقربهم إليه نسباً، وذاك أن يعصر ابن سعد بن قيس، وهؤلاء بنو ريث بن غطفان بن سعد بن قيس. وقد قال عيينة بن حصن يهجو ولد يعصر، وهم غنيّ وباهلة والطّفاوة:

أباهل ما أدري أمن لؤم منصبي ... أحبّكم أم بي جنون وأولق١

أسيّد أخوالي ويعصر إخوتي ... فمن ذا الذي منّي مع اللؤم أحمق!

فقال الباهلي يجيبه:

وكيف تحبّ الدهر قوماً هم الأولى ... نواصيكم في سالف الدهر حلّقوا

ألست فزاريّا عليك غضاضة ... وإن كنت كنديا فإنك ملصق

وتحدّث الرواة بأن الحجاج رأى محمد بن عبد الله بن نمير الثقفي، وكان ينسب بزينب بنت يوسف، فارتاع من نظر الحجاج [إليه٢] فدعا به، فلما عرفه قال مبتدئاً:

هاك يدي ضاقت بي الأرض رحبها ... وإن كنت قد طوفت كل مكان

ولو كنت بالعنقاء أو بيسومها ... لخلتك إلا أن تصد تراني٣

ثم قال: والله إن قلت إلاّ خيراً، إنما قلت:

ولما رأت ركب النميري أعرضت ... وكن من أن يلقينه حذرات

في كم كنت? قال: والله إن كنت إلاّ على حمار هزيل، ومعي رفيقي على أتان مثله.


١ الأولق: الجنون.
٢ تكملة من س.
٣ يوم: جبل بعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>