للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال جميل بن عبد الله بن معمرِ العذري١:

إذا جاوز الإثنين سرٌ فإنه ... بنث وإفشاءِ الحديث قمينُ

وتأويل قمين، وحقيقٍ، وجدير، وخليق، واحدٌ، أي قريب من ذاك، هذا حقيقتُه، يقال: قمينٌ، وقمنٌ، في معنى. قال الحادرث بن خالدٍ المخزومي:

من كان يسال عنا أين منزلنا ... فالأقحوانة منا منزلٌ قمنُ

وفي الحديث أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من باع داراً أو عقاراً فلم يردد ثمنه في مثله فذلك مالٌ قمنٌ ألا يبارك فيه".

وقال الرقاشي:

إذا نحن خفنا الكاشحين فلم نطق ... كلاماً تكلمنا بأعيننا سرا

فنقضي ولم يعلم بنا كل حاجةٍ ... ولم نكشف النجوى ولم نهتك السترا

وقال معاوية لعباس٢ بن صحار العبدي: ما أقرب الاختصار? فقال لمحة دالةٌ.

وقيل: خيرُ الكلام ما أغنى اختصاره عن إكثاره.

وقيل: النمام سهم قاتلُ وقال أحد المحدثين:

لا أكتم الأسرار لكن أذيعها ... ولا أدع الأسرار تغلي على قلبي

وإن قليل العقلِ من باتَ ليلةً ... تقلبه الأسرارُ جنباً على جنبِ

وقال آخر:

ومنع جارتي من كل خيرٍ ... وأمشي بالنميمةِ بين صحبي

ويقال للنمام: القتات.

وفي حديثٍ: "لا يراح القتاتُ رائحةَ الجنةِ".

وفي الحديث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. "لعن الله المثلث" فقيل: يا رسول الله، ومن


١ المرصفى: هذا غلط، وصوابه: وقال قيس بن الخطيم.
٢ ر: "عباس"، وما أثبته عن الأصل، س، وهو الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>