للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المثلث? فقال: "الذي يسعى بصاحبه إلى سلطانه، فيهلك نفسه وصاحبه وسلطانه".

وقال معاوية للأحنف في شيءٍ بلغه عنه، فأنكر ذلك الأحنف، فقال له معاوية: بلغني عنك الثقة، فقال له الأحنف: يا أمير المؤمنين، إن الثقة لا يبلغُ.

وقال أحد الماضين١:

إن يسمعوا الخير يخفوه وإن سمعوا ... شرا أُذيعَ، وإن لم يسمعوا كذبوا

وقال المهلب بن أبي صفرة: أدنى أخلاق الشريف كتمانُ السرِّ وأعلى أخلاق نسينث ما أسر إليه.

ويقال للنكاح: السرُّ؛ على غير وجه وهذا ليس من الباب الذي كنا فيه، ولكني ذكر الشيء بالشيء، وهذا حرف يغلط فيه، لأن قوماً يجعلون السرَّ الزنا، وقومٌ يجعلونه الغشيانَ، وكلا القولين خطأَ، إنما هو الغشيانُ من غير وجهه. قال الله جلَّ وعزّ: {وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً} ٢، فليس هذا موضع الزنا.

وقال الحطيئة:

ويحرم سرُّ جارتهم عليهم ... ويأكل جارهم أنف القصاعِ

وقال الأعشى لسلامة ذي فائشٍ الحميري:

وقومك إن يضمنوا جارةً ... وكانوا بموضِعِ أنضادها ٣

فلن يطلبوا سرها للغنى ... ولن يسلموها لإزهادها٤

في هذا قولان:


١ زيادات ر: "هو طريح بن اسماعيل الثقلى".
٢ سورة البقرة ٢٣٥.
٣ الأنضاد: الأعمار والأخوال المتقدمون إلى الشرف. قاله المرصفى.
٤ يقول: لا يتركونها لفلة مالها، وهو الإزهاد، قاله صاحب اللسان-زهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>