للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الله عز وجل: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} ١، وقال تبارك وتعالى: {كَأَمْثَالِ الْلُؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} ٢.

والمكنون: المصون، يقال: كننت الشي، إذا صنته. وأكننته، إذا أخفيته، فهذا المعروف، قال الله تبارك وتعالى: {أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ} ٣ [البقرة: ٢٣٥] وقد يقال: كننته، أخفيته.

وقد قال جرير في يزيد بن عبد الملك، وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن سفيان:

الحزم والجود والإيمان قد نزلوا ... على يزيد أمين الله فاحتلفوا٤

ضخم الدسيعة والإيمان، غرته ... كالبدر ليلة كاد الشهر ينتصف٥

وقال ذو الرمة:

فيا ظبية الوعساء بين جلاجل ... وبين النقا آأنت أم أم سالم٦

وقال ابن أبي ربيعة:

أبصرتها ليلة ونسوتها ... يمشين بين المقام والحجر

يرفلن في الريط والمروط كما ... تمشي الهويني سواكن البقر٧

فهذه تشبيهات غريبات مفهومة.

وقال أبو عبد الرحمن العطوي٨:

قد رأينا الغزال والغصن النجمين ... شمس الضحى وبدر الظلام

فوحق البيان يعضده البر ... هان ماقط ألد الخصام


١ سورة الرحمن ٥٨.
٢ سورة الواقعة ٢٣.
٣ سورة البقرة ٢٣٥.
٤ احتلفوا, بالحاء المهملة, من الحلف, أي تحالفوا, وفي س: "اختلفوا" تصحيف.
٥ الدسعبة: العطية. سميت دسيعة لدفع المعطى إياها مرة واحدة كما يدفع البعير جربه دفعة واحدة.
٦ الوعساء: الأرض اللينة, وجلاجل: جبل بعينه.
٧ الريط: جمع ريطة, وهي الملاءة غير ذات لعفين كلها نسيج واحد. والمروط: جمع مرط, وهو كساء من صوف أو كتان.
٨ س: وقال أحد الشعراء المكلمين المحدثين.

<<  <  ج: ص:  >  >>