للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأن مشيتها من بيت جارتها ... مر السحابة لا ريث ولا عجل

الريث: الإبطاء، فهذا ما تلحقه العين منها، فأما الخفة فهي كأسرع مار، وإن خفي ذلك على البصر، قال الله جل وعز: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} ١.

والعرب تشبه المرأة بالشمس، والقمر، والغصن، والكثيب٢، والغزال، والبقرة الوحشية، والسحابة البيضاء، والدرة، والبيضة؛ وإنما تقصد من كل شيء إلى شيء.

قال ذو الرمة:

ومية أحسن الثقلين جيداً٣ ... وسالفة وأحسنهم قذالا٤

فلم أر مثلها نظراً وعيناً ... ولا أم الغزال ولا الغزالا

تريك بياض غرتها ووجهاً ... كقرن الشمس أفتق ثم زالا٥

أصاب خصاصة فبدا كليلاً ... كلا وانغل سائره انغلالا٦

الجيد: العنق، والسالفة: ناحية العنق، والقذالان: ناحيتا القفا من الرأس.

وقوله: أفتق ثم زالا، يقال: أفتق السحاب، إذا انكشف انكشافة فكانت منه٧ فرجة يسيرة بين السحابتين. تقول العرب: دام علينا الغيم ثم أفتقنا، وإذا نظر إلى الشمس والقمر من فتق السحاب فهو أحسن ما يكون وأشده استنارة.

وقوله: كلا يريد في سرعة ما بدا ثم غاب.


١ سورة النمل ٨٨.
٢ كلمة "الكثيب", ساقطة من ر, وهي في الأصل, س.
٣ الديوان: "خدا".
٤ الديوان: "أحسنه".
٥ الديوان: "تريك بياض لبتها".
٦ أصاب قرن الشمس خصاصة, أي تقف السحاب فبدا منها كليلا, أي ضعيفا, ليس مبين الضوء, وانغل: دخل, والانغلال: الدخول, يقول: دخل في الحساب. "من شرح الديوان".
٧ ر. "صفه" وما أثبته عن الأصل, س.

<<  <  ج: ص:  >  >>