للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: هي مدلة بجمالها، فلا تختمر فتستر شيئاً عن الناظر، لأنها تبتهج بكل ما في وجهها ورأسها.

وقد كشف هذا المعنى عمر بن أبي ربيعة المخزومي حيث يقول:

فلما تواقفنا وسلمت أقبلت ... وجوه زهاها الحسن أن تتقنعا

تبالهن بالعرفان لما عرفنني ... وقلن امرؤ باغ أكل فأوضعا

وقربن أسباب الهوى لمقتل ... يقيس ذراعاً كلما قسن إصبعا

فقلت لمطريهن ويحك إنما ... ضررت فهل تستطيع نفعاً فتنفعا١

قوله:

كأن بذفراها مناديل قارفت ... أكف رجال يعصرون الصنوبرا٢

يقول: لسواد الذفرى، وهذا من كرمها، قال أوس بن حجر:

كأن كحيلاً معقداً أو عنية ... على رجع ذفراها من الليت واكف٣

وهذا معنى يسأل عنه، لأن الليتين صفحتا العنق. والذفرى في أعلى القفا، فيكف يكف على الذفرى من الليت! والمعنى إنما هو كأن كحيلاً معقداً أو عنية واكف على رجع ذفراها.

وقوله: من الليت كقولك: كموضع دجلة من بغداد، إنما هو للحد بينهما، لا أنه وكف من شيء على شيء: وأما قوله:

كأن ابن آوى موثق تحت غرضها ... إذا هو لم يكلم بنابيه ظفرا ٤

يقول: ليست تستقر، فكأن ابن آوى يكلمها بنابيه أو يخلبها بظفره، فهي لا تستقر. وقال أوس بن حجر:


١ ما بين العلامتين من زيادات ر.
٢ الذفري: من نصف المقذ إلى أصول الأذنين. وقارفت: قاريت. وبعصرون الصنوبر: يستخرجون ما فيه. "من شرح الديوان".
٣ زيادات ر "الكحيل: القطران. والعنية: ضرب منه".
٤ موثق: مكتوف. ويكلم: يجرح. وظفر ,أصابها بأظافيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>