للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: استفرغنا ما عندها في١ السير، يقال: تبوعت وانباعت، إذا مدت باعها.

وقوله:

خرقاء بين السلمين ترتقي

يقول: لكثرة حركة الخرقاء وقلة حذقها بالصعود.

وقال الآخر:

كأنها نائحة تفجع ... تبكي بشجو وسواها الموجع٢

وقال الشماخ:

كأن ذراعيها ذراعا مدلة ... بعيد السباب حاولت أن تعذرا٣

من البيض أعطافاً إذا اتصلت دعت ... فراس بن غنم أو لقيط بن يعمرا٤

بها شرق من زعفران وعنبر ... أطارت من الحسن الرداء المحبرا٥

تقول وقد بل الدموع خمارها ... أبى عفتي ومنصبي أن أعيرا

كأن بذفراها مناديل قارفت ... أكف رجال يعصرون الصنوبرا

كأن ابن آوى موثق تحت غرضها ... إذا هو لم يكلم بنابيه ظفرا

شبه يديها بيدي مدلة بجمال ومنصب قد سابت وأقبلت تعتذر وتشير بيديها، فوصف جمالها الذي به تدل؛ ومنصبها المتصل بمن ذكرته.

وقوله:

أطارت من الحسن الرداء المحبرا


١ ر: "من السير".
٢ ر: "لشجو".
٣ ديوانه ٢٩. قال في شرح الديوان: شبه ذراعيها وهيي تتذرع في سيرها بذراعي امرأة مدلة أهلها ببراءة ساحتها وقوله: "بعيد السباب". أي في عقب المسابة قامت تعتذر إلى الناس".
٤ قال في شرح الديوان: "البيض: جمع بيضاء. وهي نقية العرض من الدنس. والأعطاف: الجوانب واتصلت: انتسبت, وفراس: رجل عزيز. بالفتح. وهو ابن تغلب. ولقيط بن يعمر رجل أيضا عزيز. و: أو" بمعنى الواو. أي أنها شريفة النسب. فهي لا تقصر عن نفي ما رميت به".
٥ الديوان: "لها شرق". والشرق: الضمح. وأطارت: رميت. والمحبر: المزين. أي أنها مدلة بجمالها فلا تختمر فتستر شيئاً عن الناظر, لأنها تبتهج بكل ما في وجهها ورأسها. "من شرح الديوان".

<<  <  ج: ص:  >  >>