للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأن صليل المرو حين تشذه ... صليل زيوف ينتقدن بعبقرا١

قوله: حذف أعسرا يريد أنه يذهب على غير قصد. وقوله: صليل زيوف يقال: إن الزائف٢ شديد الصوت صافيه.

وقال آخر:

كأن يديها يدا ماتح٣ ... أتى يوم ورد لغب زرودا

يخاف العقاب وفي نفسه ... إذا هو أنهل ألا يعودا

يقول: هذا الساقي يخاف العقاب إن قصر، ولا عودة له إليه ثانية، فهو يستقي٤ سقية في مرة واحدة.

وقد أكثروا في هذا، فمن الإفراط في السرعة قول ذي الرمة:

كأنه كوكب في إثر عفرية ... مسوم في سواد الليل منقضب

يقال: عفرية وعفرية في معنى واحد، والتاء في عفريت زائدة، وهو ملحق بقنديل، يقال: فلان [عفرية زبنية. والزبنية: المنكر، وجمعه زبانية، وأصله من الحركة، يقال: زبنه، إذا دفعه، ويقال] ٥: عفرية نفرية، على التوكيد، [وعفريت نفريت، ويقال: عفارية، ولم يتبع بنفارية] ٦.

ومن الإفراط قول الحطيئة:


١ قال في شرح الديوان, "شبه صوت الحجارة إذا رميت بها ووقوع بعضها على بعض بصوت الدراهم الزيوف, إذا انتقدها الصيرف وقلبها. والزيوف: الرديئة. واحدها زائف وزيف. وإنما خصها لأن صوتها أشد من صوت غيرها لكثرة نحاسها. والصليل: الصوت. والمرو: الحجارة. ومعنى "تشده" تفرقه. وعبقر: موضع باليمين. وكانت دراهمه زيوفا".
٢ ر:"الزيف".
٣ الماتح: المستقى بالدلو من أعلى البئر. وزرود: اسم رمال بطريق الحاج من الكوفة.
٤ ر: "فهي تستقي".
٥ مابين العلامتين من زيادات نسخة ر.
٦ مابين العلامتين من زيادات ر.

<<  <  ج: ص:  >  >>