للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن نظرت يوماً بمؤخر عينها ... إلى علم بالغور قالت له ابعد

ومن الإفراط قوله:

بأرض ترى فرخ الحبارى كأنه ... بها راكب موف على ظهر قردد١

ومن ذلك قوله:

وكادت على الأطواء أطواء ضارج ... تساقطني والرحل من صوت هدهد

وقال آخر:

مروح برجليها إذا هي هجرت ... ويمنعها من أن تطير زمامها

وقال الشماخ:

مروح تغتلي في البيد حرف ... تكاد تطير من رأي القطيع

وكذلك الأعرابي الذي يقول:

لو ترسل الريح لجئنا قبلها

وقد مضى خبره.

وأملح ما قيل في هذا المعنى وأجوده قول امرئ القيس:

وقد أغتدي والطير في وكناتها ... بمنجرد قيد الأوابد هيكل

فجعله للوحش كالقيد.

وحدثت أن رجلاً نظر إلى ظبية ترود، فقال له أعرابي: أتحب أن تكون لك? قال: نعم، قال: فأعطني أربع دراهم حتى أردها إليك، ففعل، فخرج يمحص٢ في إثرها، فجدت وجد، حتى أخذ بقرنيها، فجاء بها، وهو يقول:

وهي على البعد تلوي خدها ... تريغ شدي وأريغ شدها

كيف ترى عدو غلام ردها


١ القردد: ما غلظ من الأرض.
٢ يقال: محص الظى في عدوه يمحص محصا: أسرع وعدا عدوا شديدا, وفي ر: "يفحص".

<<  <  ج: ص:  >  >>