للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تتشعث فيقلمها البيطار، لأنها إذا كانت كذلك ذهب منها شيء بعد شيء فمحقها. وقال علقمة بن عبدة:

لا في شظاها ولا أرساغها عنت ... ولا السنابك أفناهن تقليم١

وإنما يحمد الحافر المقعب، وهو الذي هيئته كهيئة القعب، وإن كان كذلك قيل: حافر وأب٢. قال ابن الخرع٣:

لها حافر مثل قعب الوليد ... يتخذ الفأر فيه مغارا

يريد: لو دخل الفأر فيه لصلح، كقول القائل: فأتى بحفنة يقعد عليها عشرة، أي لو عقد عليها عشرة لصلح. وقال الراجز:

وأب حمت نسوره الأوقارا

[يقال: حافر موقور، وهو أن يصيبه داء يشبه الرهصة] ٤ وفي كل حافر حاميتان. وهما حرفاه من٥ عن يمين وشمال، ومقدمه السنبك، ومؤخره الدابرة.

مثل قوله: عن جريم ملج قول علقمة بن عبدة:

سلاءة كعصا النهدي غل بها ... ذو فيئة من نوى قران معجوم٦

شبهها بالشوكة من شوك النخل؛ لأن الفرس الأنثى يخمد منها أن يدق صدرها وينخرط على امتلاء إلى مؤخرها، والحمام يحمد منهن أن يعرض الصدر ثم ينخرط إلى ذنبه ضموراً، فيقال في صفته: كأنه جلم.

وقوله: كعصا النهدي، يريد في الصلابة، كما قال:

وكل كميت كالهراوة صلدم

وقوله: ذو فيئة من نوى قران يقول: ذو رجعة، يقول: مضغته الإبل فلم


١ رواية المفضليات ٤.٣: "ولا أرساغها عتب", والعتب: العيب. والشظى: عظم لاصق بالركبة. والسنابك: مقاديم الحوافر, يقول: هي وافيه السنبك لم تاكلة الأرض.
٢ حافر وأب: صلب قوي.
٣ هو عوف بن عطية بن الخرع. من بني تيم من عبد مناة.
٤ ما بين العلامتين تكملة من س وزيادات ر.
٥ ساقطة من ر.
٦ السلاءة: شوكة النخل.

<<  <  ج: ص:  >  >>