للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكسره ثم بعرته صحاحاً. ومعجوم: ممضوغ، يقال: عجمته أعجمه عجماً١ إذا مضغته، فالعجم، ويقال للنوى من كل شيء: العجم، متحرك الجيم٢، قال الأعشى:

وجذعانها كلقيط العجم

وقال النابغة:

فظل يعجم أعلى الروق منقبضا ... في حالك اللون صدق، غير ذي أود

ومثل البيت الأول قول عقبة بن سبق العنزي:

له بين حواشيه ... نسور كنوى القسب

فهذا تشبيه مقارب جداً.

ومن التشبيه الحسن قول الشاعر٣:

كأن المتن والشرخين منه ... خلاف النصل سيط به مشيج

يريد سهماً رمي به فأنفذ الرمية وقد اتصل به دمها، والمتن: متن السهم، وشرخ كل شيء: حده، فأراد شرخي الفوق، وهما حرفاه. والمشيج: اختلاط الدم بالنطفة، وهذا أصله، قال الشماخ:

طوت أحشاء مرتجة لوقت ... على مشج سلالته مهين

وقال الله جل وعز: {مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ} ٤. وفي الحديث: "اقتلوا مسان المشركين واستبقوا شرخهم" ٥، أي الشباب، لأن الشرخ الحد، قال حسان بن ثابت:


١ ساقطة من ر. وهي في الأصل. س.
٢ ر: "العين" وهما بمعنى.
٣ في زيادات ر: "هو الشماخ". والبيت ليس في ديوانه, وهو معمر بن الداخل الهذلى, ديوان الهذليين ١٠٤.٣, وروايته:
كأن الريش والفوقين منه ... خلاف النصل سيط به مشيح
وهو أيضا بهذه الرواية في ١٩٥.١٢ من غير نسبة.
٤ سورة الإنسان.
٥ أورده ابن الأثير في النهاية ٢١٠:٢وقال في شرحه: "أراد بالشيوخ الرجال, المسان هو هل الجلد والقوة على القتال. ولم يرد الهرمي. والشرخ: الصغار الذين لم يدركو".

<<  <  ج: ص:  >  >>