للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن شرخ الشباب والشعر الأس ... ود ما لم يعاص كان جنونا

قال أبو العباس: وأنشدنا عمرو بن مرزوق. قال أنشدنا شعبة. قال: أنشدنا سماك بن حرب في هذا الحديث:

إن شرخ الشباب تألفه البيض ... وشيب القذال شيء زهيد

فأما قول الشنفرى:

كأن لها في الأرض نسياً تقصه ... على أمها وإن تحدثك تبلت

فإنما أراد شدة استحيائها، يقول: لا ترفع رأسها، كأنها تطلب شيئاً في الأرض.

والنسي على ضربين: أحدهما ما تقادم عهده حتى ينسى، والآخر ما أضله أهله فيطلب ويطمع فيه. وتقصه: تتبعه، قال الله جل وعز: {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} ١ أي اتبعي أثره، والأم: القصد.

وقوله: وإن تحدثك تبلت، تقطع الحديث لاستحيائها.

وأنشد بشار بن برد الأعمى قول كثير:

ألا إنما ليلى عصا خيزرانة ... إذا غمزوها بالأكف تلين٢

قال: فقال: الله أبو صخر! جعلها عصا، ثم يعتذر لها! والله لو جعلها عصا من مخ٣ أو زبد لكان قد نجنها بالعصا، ألا قال كما قلت:

وبيضاء المحاجر من معد ... كأن حديثها قطع الجنان

إذا قامت لسبحتها تثنت ... كأن عظامها من خيزران٤

والخيزرانة: كل غصن لين يتثنى، ويقال للمردي: خيزرانة؛ إذا كان تثنى إذا اعتمد عليه، قال النابغة:


١ سورة القصص ١١.
٢ قبله.
قد جعل الأعداء ينتقصوننا ... وتطمع فينا ألسن وعيون
٣ ر: "من مخ".
٤ السبحة: صلاة النافلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>