للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يظل من خوفه الملاح معتصماً١ ... بالخيزرانة بعد الأين والنجد٢

الأين: الإعياء، والنجد: العرق٣.

وقد عاب بعض الناس قول كثير:

فما روضة بالحزن طيبة الثرى ... يمج الندى جثجاثها وعرارها٤

بمنخرق من بطن واد كأنما ... تلاقت به عطارة تجارها

بأطيب من أردان عزة موهناً ... وقد أوقدت بالمندل الرطب نارها

وحكى الزبيريون أن امرأة مدينية عرضت لكثير فقالت: أأنت القائل هذين البيتين? قال: نعم، قالت: فض الله فاك! أرأيت لو أن زنجية بخرت أردانها بمندل رطب أما كانت تطيب! ألا قلت كما قال سيدك٥ امرؤ القيس:

ألم تر أني كلما جئت طارقاً ... وجدت بها طيباً وإن لم تطيب٦

قوله: جثجاثها وعرارها الجثجاث: ريحانة طيبة الريح برية؛ من أحرار البقل؛ قال جرير يهجو خالد عينين العبدي:

كم عمة لك يا خليد وخالة ... خضر نواجذها من الكراث

نبتت بمنبته فطاب لريحها ... ونأت عن القيصوم والجثجاث

وإنما هجاه بالكراث، لأن عبد القيس يسكنون البحرين، والكراث من أطعمتهم، والعامة يسمونه الركل والركال، قال أحد العبديين:

ألا حبذا الأحسا وططيب ترابها ... وركالها غاد علينا ورائح٧


١ ر: "معتمدا", وما أثبته رواية الأصل والديوان.
٢ الملاح: صاحب السفينة. والخيزرانة: السكان, وهو ذنب السفينة.
٣ النجد: العرق والكرب.
٤ الحزن: موضع لبنى يربوع. فيه رياض كثيرة.
٥ ساقطة من ر.
٦ قبله:
خليلي مرا بي على أم جندب ... لنقضي لبانات الفؤاد المعذب
وانظر تفصيل الخبر في الأغاني ٥٧:١٤ طبعة الساسي. والموشح للمرزابي ١٥١-١٥٣.
٧ الإحساء: مدينة بالبحرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>