للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن كنت قد أقصدتني إذ رميتني ... بسهمك والرامي يصيد وما يدري

وقال الحسن بن هانئ:

ما حطك الواشون من رتبة ... عندي ولا ضرك مغتاب١

كأنما أثنوا ولم يعلموا٢ ... عليك عندي بالذي عابوا

وهذا المعنى عندي مأخوذ من قول النعمان بن المنذر لحجل بن نضلة، وقد ذكر معاوية بن شكل، فقال: أبيت اللعن! إنه لقعو الأليتين، مقبل النعلين، فجج الفخذين، مشاء بأقراء، تباع إماء، قتال ظبآء. فقال النعمان: أردت أن تذيمه فمدهته.

قوله: مقبل النعلين، يقول: لنعله قبال. ينسبهإلى الترفه. وتباع إماء، وقتال ظباء، من ذلك.

والقعو: ما تدور فيه البكرة إذا كان من خشب.

وقوله: تذيمه معناه تذمه. يقال: ذمه يذمه ذماً وذامه يذيمه ذيماً، وذأمه يذأمه ذأما. والمعنى واحد، قال الله تبارك وتعالى: {اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً} ٣.وقال الحارث بن خالد المخزومي لعبد الملك:

صحبتك إذ عيني عليها غشاوة ... فلما انجلت قطعت نفسي أذيمها

وقوله: فمدهته يريد مدحته. فأبدل من الحاء هاء، لقرب المخرج، وبنو سعد بنزياد مناة بن تميم كذلك تقول: ولخم ومن قاربها.

قال رؤبة:

لله در الغانيات المدَّه٤ ... سبحن واسترجعن من تألهي٥

يريد المدح، وفي هذه الأرجوزة:


١ ر: "ما اغتابوا". وهذه رواية الاصل.
٢ ر: "كأنهم".
٣ سورة الأعراف ١٨.
٤ المده: اللاتي يمتدحن بالجمال.
٥ استرجعن: قلن: "إنا لله وإنا إليه راجعون".

<<  <  ج: ص:  >  >>