للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحرم منكم بما أقول وقد ... نال به العاشقون من عشقوا

صرت كأني ذبالة نصبت ... تضيء للناس وهي تحترق١

فهذا حسن في هذا جداً.

ومن حسن ما قالوا في التشبيه قول إسماعيل بن القاسم، أبي العتاهية للرشيد:

أمين الله أمنك خير أمن ... عليك من التقى فيه لباس

تساس من السماء بكل فضل ... وأنت به تسوس كما تساس

كأن الخلق ركب فيه روح ... له جسد وأنت عليه راس

وقد أخذ هذا المعنى علي بن جبلة، فقال في مدحه حميد بن عبد الحميد، وزاد في الشرح والترتيب، فقال:

يرتق ما يفتق أعداؤه ... وليس يأسو فتقة آسي٢

فالناس حسم وإمام الهدى ... رأس وأنت العين في الراس

والعرب تختصر في التشبيه، وربما أومأت به إيماء، قال أحد الرجاز:

بتنا بحسان ومعاه تئط٣ ... ما زلت أسعى بينهم وألتبط٤

حتى إذا كاد الظلام يختلط٥ ... جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب قط!

يقول في لون الذئب، واللبن إذا جهد٦ وخلط بالماء ضرب إلى الغبرة، وأنشد الأصمعي:

وتشربه محضاً وتسقي عيالها ... سجاجاً كأقراب الثعالب أورقا


١ الذبالة: الفتيلة.
٢ الرتق: ضد الفتق, وهو لأم الفتق وإصلاحة.
٣ تثط: من الأطيط, وهو صوت الامعاء من الجوع.
٤ الالتباط: العدو والوثوب.
٥ ر: "كان الظلام". وما أثبته من الأصل. س.
٦ جهد اللبن: "أخرج زبده كله".

<<  <  ج: ص:  >  >>