للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عطك سربال حرير تخلعه ... فكل خل ظاهر تفجعه١

يزداد من بغت الحمام جزعه ... واليأس من تيسيره توقعه

وكذلك قال يزيد بن ضبة أو يزيد بن الصمة٢.

قال أبو الحسن: شك العباس في أنه لأحدهما، أعني هذا البيت:

وكنهم بانوا ولم أدر بغتة ... وأفظع شيء حين يفجؤك البغت٣

ومن أحسن التشبيه ومليحه قول رجل يهجو رجلاً برثاثة الحال:

يأتيك في جبة محرقة ... أطول أعمار مثلها يوم

وطيلسان كالآل يلبسه ... على قميص كأنه غيم

والتشبيه كثير، وهو باب كأنه لا آخر له، وإنما ذكرنا منه شيئاً لئلا يخلو هذا الكتاب من شيء من المعاني.

ونختم ما ذكرنا من أشعار المحدثين ببيتين أو ثلاثة من الشعر الجيد، ثم نأخذ في غير هذا الباب إن شاء الله. قال طفيل:

تقريبه المرطى والجون معتدل ... كأنه سبد بالماء مغسول

السبد: طائر بعينه. وقد قالوا: الخصفة التي توضع عند البئر، وهو بالطائر أشبه، وإنما أراد العرق في هذا الوقت. وخير الخيل ما لم يسرع عرقه ولم يبطئ، فإذا جاء ف وقته شمله.

قال الراجز:

كأنه والطرف منه سامي ... مشتمل جاء من الحمام

وقال الأعشى:


١ العط: شق الثوب وغيره من غير أن يبين.
٢ تكملة من س, وفي ر: "أو للعرجم", ولعله: "أو للعرجى".
٣ حاشية الاصل: "في غيرها الموضع إنه لمحمد بن عبد الله بن نمير الثقفي".

<<  <  ج: ص:  >  >>